![]() |
رؤى نبيل إبراهيم |
رؤى نبيل إبراهيم *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)يضع ماسلو حاجة الإنسان إلى الأمان في الدرجة الثانية من حيث الأهمية بعد الحاجات الفيزيولوجية، والله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يعدد نعمه التي أسبغها على أهل قريش فيقول "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" (قريش،4)، وهذا كافٍ ليثبت أهمية الأمان كحاجة إنسانية ملحة.
إن الأمان في اللغة يعني الاطمئنان والحماية والسلامة، وهو بشقيه النفسي والجسدي حاجة للإنسان ينزع إلى تلبيتها قبل أن ينطلق في مسيرته نحو بناء المجتمع، فما متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي؟
بالعودة إلى الآية الكريمة وهرم ماسلو نجد أن الوصول إلى مرحلة الأمان يتطلب تجاوز المرحلة التي تسبقه، وهي مرحلة الإشباع للاحتياجات الجسدية الغريزية، وهذا يعني تأمين حق الشباب العربي في أن يحيا موفور الاحتياجات في بيئة تحتوي غذاءً كافياً بمتناول يده، وشراباً عذباً يطفئ ظمأه، وهواءً نقياً يملأ رئتيه، وتيسّرُ له إشباع غريزته الجنسية المؤطّرة بالزواج في عرفه، وهذا يعني تسهيل أمور الزواج وتوفير متطلباته.
وإن تلبية هذه الاحتياجات يكون عبر توفير فرص عمل لمن هم قادرون على ذلك وبدخل مناسب يتيح للإنسان حياة كريمة، أما عن غير القادرين على العمل فيكون ذلك عبر نظم تكافل اجتماعي مدروسة.
وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى ننتقل إلى المرحلة الثانية، وفيها يجري تأمين الشباب العربي جسدياً ونفسياً، عبر توفير أنظمة صحية عالية المستوى تمنحه الأمان الصحي وتبعد عنه مخاوف المرض، وسن قوانين عادلة تمنع عنه الاستغلال وضياع الحقوق وانتهاك الحريات وتجاوز الحدود، وتشييد مؤسسات داعمة للأسرة ترشدها نحو التعامل الأمثل الأطفال وإشباعهم عاطفياً ومنحهم الأمان الأسري، والأهم الأهم من ذلك هو النجاة ببيئة بعيدة عن النزاعات والحروب، لا يعيش فيها الإنسان هاجس اللحظة الأخيرة في كل دقيقة من دقائق يومه، ولا يعتاد مشاهد الدم ومشاعر الفقد واحتمالات النزوح، ولا ننسى إضافة حرية التعبير كشرط مهماً من شروط الأمن والأمان.
إن تلبية متطلبات أمن وأمان الشباب العربي يعني تحريره من انشغاله بذاته واحتياجاته، وتحويل اهتمامه وتركيزه كاملاً نحو إعمار وطنه والارتقاء به وتشييد بنيانه.
* خبيرة معلوماتية، كاتبة محتوى، سوريا
وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى ننتقل إلى المرحلة الثانية، وفيها يجري تأمين الشباب العربي جسدياً ونفسياً، عبر توفير أنظمة صحية عالية المستوى تمنحه الأمان الصحي وتبعد عنه مخاوف المرض، وسن قوانين عادلة تمنع عنه الاستغلال وضياع الحقوق وانتهاك الحريات وتجاوز الحدود، وتشييد مؤسسات داعمة للأسرة ترشدها نحو التعامل الأمثل الأطفال وإشباعهم عاطفياً ومنحهم الأمان الأسري، والأهم الأهم من ذلك هو النجاة ببيئة بعيدة عن النزاعات والحروب، لا يعيش فيها الإنسان هاجس اللحظة الأخيرة في كل دقيقة من دقائق يومه، ولا يعتاد مشاهد الدم ومشاعر الفقد واحتمالات النزوح، ولا ننسى إضافة حرية التعبير كشرط مهماً من شروط الأمن والأمان.
إن تلبية متطلبات أمن وأمان الشباب العربي يعني تحريره من انشغاله بذاته واحتياجاته، وتحويل اهتمامه وتركيزه كاملاً نحو إعمار وطنه والارتقاء به وتشييد بنيانه.
* خبيرة معلوماتية، كاتبة محتوى، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق