انتصار مشراح: أجيال العروبة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/04/2023

انتصار مشراح: أجيال العروبة

مشاهدة

انتصار مشراح *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

يعيش الشباب العربي حالة تيه وتضارب فكري، في ظل العولمة والغزو الثقافي، بعد الثورة الإلكترونية والتكنولوجية خلال السنوات الأخيرة، فقد قاربت الشبكة العنكبوتية بين الأزمان والبلدان والحضارات، وأصبح العالم كله قرية الواحدة، وانفتح الشباب العربي على عادات شعوب مختلفة كل الاختلاف عن العادات التي نشؤوا عليها، وأصبح من السهل جداً غسل أدمغة صغار السن قليلي الثقافة وقليلي الخبرة بالحياة، وجرى استدراج بعضهم من جماعات تتنكر للعروبة والدين والعادات والتقاليد والفطرة السليمة، وهنا حصلت الكارثة؛ فبدلاً من أن ينشأ الشباب على الاعتزاز بهويتهم العربية، تمرّدوا على كل شيء أصيل ولجؤوا نحو التقليد الأعمى لاتجاهات لا تمت لنا بأي صلة، ولظواهر غريبة عنا ولموضات لا تمثلنا ولتيارات بعيدة كل البعد عنا، حتى وصل بهم الأمر إلى التخلي عن جنسياتهم العربية وتغيير أسمائهم وألقابهم ودينهم وهويتهم الجنسية. 

وبعدما تحققت أهداف الهادمين لأسس الفطرة السليمة، دق ناقوس الخطر. وتأكدنا أن هنالك تآمراً ومخططاً خطيراً ضد العروبة، وأن هناك يداً خارجية تهدم، والمعاول للأسف هي الأجيال الجديدة التي نعول عليها الكثير، لكنهم يهدون الخيبة لوطنهم ويتنكرون لأصولهم وماضيهم وتاريخهم وحضارتهم ويتجهون نحو طريق اللاعروبة واللاقيم.

لقد صار جزء كبير من مواقع التواصل الاجتماعي مكبّات نفايات للغرب بمعنى الكلمة، وشبابنا يتلقون بالتدريج كل ما يُرمى نحوهم ويبدؤون بالتقليد فتبدأ مرحلة الضياع.

يجب إعادة دور الرقابة الأبوية لتعزيز الهوية العربية والقيم الإنسانية، والشدة إن استلزمت عند مشاهدة أي علامات للعصيان والتمرد على المُثُل، وعدم التهاون إن كُسرت مصفوفات الدين والعادات والتقاليد التي تربينا عليها.

وتنبيههم أنهم إن حشروا بضع كلمات أجنبية ضمن كلامهم فلن يصبحوا متحضرين، لا بل هم بهذا يهينون لغتهم، لغة القرآن الكريم.

يجب أن نعيد لهؤلاء الشباب معنى الانتماء الوطني، فالوطنية ليست مجرد دقائق نقف فيها تحت راية لا نشعر تجاهها بأي شيء، ونردد نشيداً لا نشعر بمعنى كلماته، يجب أن ننقذ هذه الأجيال قبل أن تضيع من قلوبهم محبة الأوطان وقداسة الدين ومعاني العروبة.

* بكالوريوس آداب اللغة العربية، محررة وأديبة، يمنية مقيمة في مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق