د. إلهام بن منصور: أحلام الشّباب العربي رهينة الأمن والأمان - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/30/2023

د. إلهام بن منصور: أحلام الشّباب العربي رهينة الأمن والأمان

مشاهدة
د. إلهام بن منصور

د. إلهام بن منصور *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

لتستمر الحياة الدّنيا وتستقر تستدعي بالضّرورة الحتميّة توافر شروط أساسيّة أهمّها شرط الأمن، ذلك الإحساس بالطّمأنينة في القلب والشّعور بالهدوء النّفسي والسّكينة في الرّوح.

الأمن والأمان مرتبطان بعلاقة سببيّة تأثّريّة تأثيريّة، وعليه ما السّبُلُ الأمثل لبلوغ تلك المقاربة؟

جلّ الدّيانات والشرائع أقرّت بأهمّية الأمان، فلا حياة مستقيمة بغيابه؛ لذا نجده من المتطلبات القصوى لشبابنا العربيّ الّذي يأمل في توقّف الحروب والانقسامات حتّى يصفو الجوّ للسّير بأمّتنا نحو التّقدّم والتّحضّر.

ليحقّق شبابنا أحلامهم وليطلقوا العنان لطاقاتهم الجبّارة لا بدّ من توفير لهم المناخ الأنسب لذلك، عبر معالجة الاهتزازات والاختلالات في شتّى الميادين، فنجدهم في أمسّ الحاجة للأمن الاقتصادي والمادّي لضمان العيش الكريم لأسرهم وأولادهم، ممّا يقلّل من الجرائم والاعتداءات ويدفع في الآن ذاته بمجتمعنا العربيّ قُدُماً نحو تشييد حضارته النّاهضة.

كما نجد الشّباب العرب متعطّشين للأمن السّياسي والّذي لا يكون إلاّ من خلال سنّ أنظمة وقوانين عادلة وقواعد أمنيّة صارمة مجسّدة على أرض الواقع وليست مجرّد حبر على ورق حبيسة الدّساتير، لضمان العدالة الاجتماعية والتّمتّع بالحقوق المدنيّة، كحرّية الرّأي والدّيمقراطيّة بين الشّعب والمسؤول الّذي لا ينسى الوفاء بوعوده مهما غلت، ولا يبيع ضميره، المستعدّ للرّحيل إذا فشل.

يستوقفنا الحديث عن الأمن والأمان في البلاد العربية عند أهم مطلب للشّباب العربيّ وهو الأمن الفكري الّذي يعدّ الرّكيزة الأساسيّة لبلوغ المجد والعزِّ، فالفِكر يسبق التّطبيق وهو الحَكمُ الّّذي يفُضُّ الخلاف بين الحقّ والباطل، بين الخير والشّرّ، ويمكن لأمّتنا العربيّة الوصول لفكر مُجتمعي آمن عبر نبذ التّصوّرات الخاطئة بالقراءة الصّحيحة للدّين وإصلاح منظومة التّعليم، فالأمم تسمو بعلمها وفُقهائها.

وبما أنّ المعلوماتيّة والتكنولوجيات الحديثة غزت العالم، أصبح من المتطلّبات الشّرعيّة لشبابنا الأمن في الإنترنت، لذا لا بد من تضافر الجهود وتكاتف المؤسّسات لمحاربة الجريمة الإلكترونيّة وأهمّها مؤسّسة الأسرة التّي تحتاج للتّكوين في المجال التّربوي، فطفل اليوم سيكون رجل المستقبل، فإذا نشأ وسط أسرة سليمة الفكر، سيُنتِج حتماً فكراً آمناً وأفكاراً خصبة تحت عنوان السّلام والتّعايش المشترك.

تبقى أحلام شبابنا العرب مرهونة بالأمن والأمان في البلاد العربية فهل سيتحقّق الحلم يوماً؟

* دكتـوراه تخصص مؤسسات ومالية، الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق