![]() |
إيمان التميمي |
إيمان التميمي *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
ها أنا أتسابق طوال الوقت مع نفسي التي كنتُ عليها بالأمس.. فتسبقني أو أسبقها. لكن لا يحدث أن نلتقي.. أليس هذا لسان حال الكثير منا؟
حسناً، إذا كان من المبالغة القول إن الهوية في الوقت الحالي، تبدو كقميص قتيل يرفرف بلا أمل على الأسلاك الشائكة. فإن من الشاعرية أيضاً، إنكار المآزق الكبيرة التي تعاني منها هذه الهوية الآن، وإنكار كل التغيرات الأخلاقية والإنسانية التي حدثت لنا أفراداً ومجتمعات. بسبب سيطرة التكنولوجيا على كل مناحي حياتنا.
لكن أيضاً، لا يجب الاستسلام لذلك، وتقبله كقدر حتمي لا يمكن تغييره؛ فلا شر مطلق؛ فالمياه التي تدب الحياة بقلب الأرض، تأتي من أعماق الشتاء القارس والجليد.
لكن الأمنيات وحدها لا تكفي؛ فالحرب شرسة جداً، ووسائلها كثيرة؛ لذا فنحن بحاجة إلى الوعي والصبر والذكاء، وأكثر ما يجسد ذلك "داوِها بالتي كانت هي الداءُ".
فطالما أن التكنولوجيا، إلى حد كبير، هي التي تسببت في انقلاب المفاهيم وتبدل نمط أفكارنا وتوجهاتنا، لذا لا بد من استخدامها كوسيلة فاعلة، واستغلال كل الجوانب الإيجابية والمؤثرة فيها.
من هذا المنطلق، يجب على أساتذة علم النفس والاجتماع، والمعلمين ورجال الدين والسياسين والأدباء والآباء، استخدامها في مخاطبة عقول وذوات أبناء هذا الجيل، كلغة حديثة تواكب أفكارهم وتوجهاتهم النفسية والآيدولوجية، معتمدين بذلك على أساس قوي ومتين، يتمثل بحقيقة أن الإنسان مهما تطور هذا العالم من حوله، ومهما سقطت الثوابت والمبادئ، فإنه مفطور على العيش بهوية واضحة وحاسمة، ولا يقبل إطلاقاً بمعاناة التيه والضياع، وفقدان طريقه وضوءه.
كما لا بد من إعطاء أبناء هذا الجيل الثقة والإيمان بهم، وعدم النظر إليهم وكأنهم كائنات شاذة عن القاعدة، ومنحهم الفرصة الكافية لإطلاق طاقاتهم وقدراتهم المكنونة، والاعتماد عليهم بكونهم الرافعة الحقيقية للوطن ومستقبله.
وفي النهاية، الذكريات السيئة، وغياب الدفء الاجتماعي، وعقاب الحياة لذواتنا الحقيقية، وألم تحمل البقاء كما نحن، في الوقت الذي يحاول كل شيء في هذا العالم تغييرنا.
هي أشياء لا ينقذنا منها البكاء والرجاء، إنما الكفاح والأمل.
* معلمة لغة عربية لغير الناطقين بها، مهتمة بالأدب العربي، الأردن
حسناً، إذا كان من المبالغة القول إن الهوية في الوقت الحالي، تبدو كقميص قتيل يرفرف بلا أمل على الأسلاك الشائكة. فإن من الشاعرية أيضاً، إنكار المآزق الكبيرة التي تعاني منها هذه الهوية الآن، وإنكار كل التغيرات الأخلاقية والإنسانية التي حدثت لنا أفراداً ومجتمعات. بسبب سيطرة التكنولوجيا على كل مناحي حياتنا.
لكن أيضاً، لا يجب الاستسلام لذلك، وتقبله كقدر حتمي لا يمكن تغييره؛ فلا شر مطلق؛ فالمياه التي تدب الحياة بقلب الأرض، تأتي من أعماق الشتاء القارس والجليد.
لكن الأمنيات وحدها لا تكفي؛ فالحرب شرسة جداً، ووسائلها كثيرة؛ لذا فنحن بحاجة إلى الوعي والصبر والذكاء، وأكثر ما يجسد ذلك "داوِها بالتي كانت هي الداءُ".
فطالما أن التكنولوجيا، إلى حد كبير، هي التي تسببت في انقلاب المفاهيم وتبدل نمط أفكارنا وتوجهاتنا، لذا لا بد من استخدامها كوسيلة فاعلة، واستغلال كل الجوانب الإيجابية والمؤثرة فيها.
من هذا المنطلق، يجب على أساتذة علم النفس والاجتماع، والمعلمين ورجال الدين والسياسين والأدباء والآباء، استخدامها في مخاطبة عقول وذوات أبناء هذا الجيل، كلغة حديثة تواكب أفكارهم وتوجهاتهم النفسية والآيدولوجية، معتمدين بذلك على أساس قوي ومتين، يتمثل بحقيقة أن الإنسان مهما تطور هذا العالم من حوله، ومهما سقطت الثوابت والمبادئ، فإنه مفطور على العيش بهوية واضحة وحاسمة، ولا يقبل إطلاقاً بمعاناة التيه والضياع، وفقدان طريقه وضوءه.
كما لا بد من إعطاء أبناء هذا الجيل الثقة والإيمان بهم، وعدم النظر إليهم وكأنهم كائنات شاذة عن القاعدة، ومنحهم الفرصة الكافية لإطلاق طاقاتهم وقدراتهم المكنونة، والاعتماد عليهم بكونهم الرافعة الحقيقية للوطن ومستقبله.
وفي النهاية، الذكريات السيئة، وغياب الدفء الاجتماعي، وعقاب الحياة لذواتنا الحقيقية، وألم تحمل البقاء كما نحن، في الوقت الذي يحاول كل شيء في هذا العالم تغييرنا.
هي أشياء لا ينقذنا منها البكاء والرجاء، إنما الكفاح والأمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق