محمد سلطان الأديمي: الابتزاز الإلكتروني الوجه القبيح لاستخدام التكنولوجيا - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/30/2023

محمد سلطان الأديمي: الابتزاز الإلكتروني الوجه القبيح لاستخدام التكنولوجيا

مشاهدة
محمد سلطان الأديمي

محمد سلطان الأديمي *

وجدت التكنولوجيا لتسهل علينا العناء في شتى مجالات حياتنا المالية والعلمية والعملية،  هذه الثورة الرقمية التي جعلت من العالم قرية صغيرة وقربت البعيد وسهلت لنا العديد من الأعمال من خلال الأجهزة الذكية بمختلف أشكالها، فلا تستطيع الاستغناء عن الهاتف لأنه يحتوي على ملفاتك المهمة.. الخ.

ولكن انصدمنا بالوجه القبيح للاستخدام السيئ واللاأخلاقي، خاصة للهواتف الذكية، حيث اجتاحت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني عدداً من الدول العربية، منها اليمن التي تأثرت بهذه العادة السيئة.

ووقعت العديد من الفتيات ضحية للمبتزين وأصبحن رهائن بيد المبتز ينفذن ما يشاء مثل الدُمية بيد صبي! ومنهُن من لم ترضخ لطلبات المبتز ففضلت إزهاق روحها بيدها.

كم من فتيات وقعن فريسة للابتزاز lk دون علمهن حيث يقوم المبتز بإرسال روابط وبرامج تسهل له الوصول للوسائط في هاتف الضحية وعند الضغط عليها أو تثبيتها يحصل المبتز على مبتغاه فيأخذ الصور الشخصية ويقوم بالمساومة والتهديد.

ومع أن الوضع في اليمن مأساوي لجأ العديد من الهكر لهذه العادة ومعظمهم عاطلون عن العمل أو لديهم أعمال بمجال البرمجيات.

ولأن القانون اليمني لا توجد فيه مادة تجرم الابتزاز الإلكتروني اندرج تحت الجرائم الإلكترونية والتعدي على الخصوصية الشخصية للفرد، للحصول على مبالغ مالية ضخمة من الضحايا أو أشياء مسيئة.

ضعف الوازع الديني والتوعية الدينية سبب انتشار هذه الآفة الإلكترونية التي انتشرت مثل النار في الهشيم في مجتمعنا اليمني.

وتكون الضحية في حالة من الانهيار العصبي والفزع ولا تستطيع أن تتحدث مع أهلها بأنها تعرضت للابتزاز حيث إنها ستظهر أمامهم مذنبة بحكم العادات والتقاليد السائدة في المجتمع اليمني.

من الآثار النفسية التي تعاني منها الضحية دخولها بحالة من الخوف والوقوع في دوامة من الخوف والتفكير الدائم ماذا سيحدث لها ومع عائلتها وأنها جلبت لها ولأسرتها الخزي والعار ولا تستطيع اللجوء لأحد؛ لكون المبتز ذا سُلطة ونفوذ على الضحية.

ومن الضروري تشجيع الأسرة الضحية حول إخراجها من الحالة النفسية من خلال تقوية الأسرة لأبنائهم وبناتهم وإشعارهم بالاهتمام وعدم الخوف من التنمر ومواجة الابتزاز وعدم إعطاء المبتز فرصة في إذلالهن حتى إذا نشر صورهن، تشجيعهن على الحديث إذا وقعن بمشكلة، ولا نلوم الضحية التي وقعت فريسة للابتزاز، وإنما نلوم ونحاسب المذنب ونقاضيه وأن تسهم الأسرة بالدفع والمناصرة للضحية والوقوف بجانبها ونشكر مركز يمن ميديا جايد "YMDG"على جهوده ومساهمته بتوعية الفتيات ضد العنف والابتزاز الإلكتروني؛ لكونه المركز الوحيد الذي سلط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة على مجتمعنا اليمني.

* صحافي وناشط، اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق