صنعاء: محمد الحميري
المهندس صادق أمين ابن مدينة تعز، الذي تحدى الإعاقة والمرض وشق طريق نجاحه بقوة الإرادة وعنفوان الإصرار، ليصبح نموذجاً ملهماً للشباب في طريق النجاح، ليؤكد أن المُضي في طريق النجاح يكون بالإرادة والعزيمة لا بالأقدام، وأن ما يقعد الفرد عن بلوغ طموحاته ضعف الهمة لا ضعف الجسم أو المرض، فالقوة تكمن في الروح لا الجسد، فقد شاءت الأقدار أن يولد صادق معاق الحركة، وفي سنواته الأولى اكتشف الأطباء أنه يعاني من مرض تكسر الدم "الأنيميا المنجلية" وأن حياته مهددة بالموت فقد لا يتجاوز سن الثانية عشرة، ليتضاعف ألم وقلق والديه على حالته الصحية ومستقبل حياته، لم يكن والداه يعلمان أن صادق سيكون يوماً ما مصدر فخر واعتزاز لهما ومنبعاً للسعادة في المستقبل.
عُرف عن صادق تحليه بالجد والمثابرة وعلو الهمة منذ التحاقه بالمدرسة إلى أن تخرج من الثانوية العامة، ليلتحق بعدها بالجامعة في قسم هندسة تقنية المعلومات، والتي أثبت تفوقه فيها وتخرجه فيها بتقدير عالٍ محرزاً المرتبة الربعة بين أوائل الدفعة، وبدلاً أن يحتاج إلى سند كان هو السند لزملائه الذي يلجؤون إليه متى دعت الحاجة، مما جعلهم يطلقون عليه لقب "صانع العزيمة".
لم يقتصر جهد صادق على الاهتمام بنفسه، وإنما تعدى أثره لخدمة المجتمع، فقد تبنى العديد من المبادرات التي تهدف إلى إعانة المحتاجين، ومبادرات تحسين مظهر الحي، كما سعى لتطوير قدراته، وعمل على ابتكار برنامج واتساب خاص به، إيمان صادق بقدراته وثقته بذاته وبأنه لا ينقصه شيء من مؤهلات إحراز النجاح هي ما ساعده على تجاوز الإعاقة والمرض ليحقق أهدافه، هذا ما قاله صادق في حوار أجرته معه منصة "باث أرابيا" وهذي محاور الحوار:
*كيف تمكنت من تجاوز الإعاقة والمرض لتحقق النجاح الذي وصلت إليه؟
في الحقيقة لم يكن تجاوزي للإعاقة والمرض بالأمر السهل، فوصولي إلى النجاح الذي حققته بتخرجي من قسم تقنية المعلومات في كلية الهندسة وإحرازي المرتبة الرابعة بين أوائل الدفعة وبتقدير عالٍ، وتصميمي لبرنامج واتساب خاص بي والمبادرات التي قمت بها، وغيرها من الإنجازات لم يكن بالأمر السهل، فقد واجهت العديد من الصعوبات والمعوقات، والتي تجاوزتها بفضل الله أولاً والذي منحني إرادة وعزيمة جعلتني لا أقبل بالاستسلام والخنوع لليأس ومعوقات الظروف.
فنحن لم نخلق لكي نستسلم أو نكون عالة على الآخرين، وإنما خلق كلٌّ منّا لمهمة ورسالة ومُنح القدرات التي تمكنه من أدائها، فهناك ممن يسمون بأهل الاحتياجات الخاصة والمعاقين حققوا ما لم يحققه الأصحاء كستيفن هوكينج أكبر علماء الفيزياء النظرية والكون، وهيلين كيلر الأدبية والمحاضرة والناشطة الأمريكية، وبيتهوفن الموسيقار صاحب المعزوفات الخالدة، والأمثلة لا يمكن حصرها، فلا مستحيل مع الإرادة والعزيمة، والثقة بالذات.
*من الذي ساندك في طريق نجاحك؟
أسرتي كانت هي السند الأول لي بعد الله، والتي منحتني كامل الرعاية، وبالأخص والدي الفاضل الذي وقف بجانبي وتحمل المشاق كافة في سبيل وصولي لأهدافي، كما أن أصدقائي لم يقصروا في دعمي وإسنادي وكذلك أساتذتي الكرام، وقبل كل شيء كان إيماني بنفسي السند الأول الذي دعّم نجاحي، فمن لم يؤمن بذاته لن يقف وإن ساندته كل قوى الأرض.
*من الذي ساندك في طريق نجاحك؟
أسرتي كانت هي السند الأول لي بعد الله، والتي منحتني كامل الرعاية، وبالأخص والدي الفاضل الذي وقف بجانبي وتحمل المشاق كافة في سبيل وصولي لأهدافي، كما أن أصدقائي لم يقصروا في دعمي وإسنادي وكذلك أساتذتي الكرام، وقبل كل شيء كان إيماني بنفسي السند الأول الذي دعّم نجاحي، فمن لم يؤمن بذاته لن يقف وإن ساندته كل قوى الأرض.
*ما طموحاتك المستقبلية التي تود تحقيقها؟
أطمح للحصول على فرصة عمل أستطيع من خلالها تطوير قدراتي وتنمية مهاراتي، كما أطمح لإكمال مسيرتي العلمية للإسهام في خدمة المجتمع والعالم، فطموحي ليس له حدود.
*رسالة تود تقديمها من خلال منصة "باث أرابيا".
أوجه رسالتي لكل شاب من خلال منصة "باث أرابيا" أقول له: "ثق بقدرتك وآمن بذاتك، وتسلح بالإقدام والإرادة، فنحن لم نخلق لنستسلم للمعوقات، فالإعاقة الحقيقية هي الاستسلام للمعوقات والظروف ولم يستطع تجاوزها للوصول إلى أهدافه وإن كان بكامل قواه، فطريق النجاح محفوفة بالمعوقات التي يمكن تجاوزها والقفز على حواجزها بقوة الإرادة والثقة بالذات، كما أوجه رسالتي إلى جميع المؤسسات والمنظمات بالتوجه لاستقطاب ذوي الهمم العالية والعمل على تنمية مهاراتهم وإتاحة الفرص أمامهم ليبدعوا ويسهموا في تنمية المجتمعات.
![]() |
صادق أمين مع أصدقائه في حفل التخرج |
*بماذا تحب أن نختم اللقاء
أريد أن أتوجه بالشكر لمنصة "باث أرابيا" على هذه الالتفاتة الكريمة وإتاحة الفرصة لي للإطلالة من خلالها، وكذلك لتسليطها الضوء على قضايا الشباب، كما أشكر كل من كان سنداً وعوناً لي للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم.
أريد أن أتوجه بالشكر لمنصة "باث أرابيا" على هذه الالتفاتة الكريمة وإتاحة الفرصة لي للإطلالة من خلالها، وكذلك لتسليطها الضوء على قضايا الشباب، كما أشكر كل من كان سنداً وعوناً لي للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم.
منشور اكثر من رائع. شكرآ للكاتب والناشر
ردحذف