![]() |
عمرو عادل |
عمرو عادل محمد *
في رائعة كاظم الساهر "لو أننا" أطربنا بمقطع "لا تسألي الطير الشريد لأي أسباب رحل". هذا حال كل شاب عربي غادر وطنه، أخص بالذكر أصحاب العقول النيرة، المواهب الخاصة؛ ممن يرون في أنفسهم أهلاً للاستحقاق، مكانهم الطبيعي هو أن يكونوا رأس الوطن؛ في مخيلتهم من ذا أعلم منهم ليتخطاهم؛ نفوسهم الزكية، مشاعرهم المرهفة ما تركت لهم إلا اعتباراً واحداً للمنافسة ألا وهو العلم والخلق، المنافسة الشريفة، لكن الحاصل حين الحصاد لا يجني إلا مراً، والأرض ميؤوس من إعمارها، وجب شد الرحال لغيرها؛ ليظهر صوت كاظم الساهر بصوته الشجي "هذي النهاية لم تكن أبداً لنا هذي النهاية قمة المأساة".
تلك العاطفة المرهفة التي لا يعلم بعض المترفين وجودها إلا في أبنائهم، ولا يضعون لها أي اعتبار أو موضع نظر، ففي بعض البلدان نجد أن المحسوبيات والفساد وعدم تشجيع العلم وأهله هي التي أبعدت النابغين عن أوطانهم ليتمكن البعض من الواجهة دون أدنى استحقاق.. ويؤدي ذلك إلى التهاوي باتجاه التأخر.
ذلك اليأس الذي أصاب الصفوة ممن لهم القدرة على الخروج، فما بالنا بصفوة أخرى لا سبيل لديها للخروج، ما تحمله من أوجاع وتأهب للرغبة في تعديل المسار؛ لنا هنا في أحداث ما سمي بـ"الربيع العربي" أنموذجاً معتبراً أوضح، من جملة ما أوضح، أن الشباب اليائس هو السيف الذي ربما يؤذينا دون أدنى تدخل من جهات خارجية.
تلك النفوس الزكية الحالمة الحماسية لم تهاجر لتقدم الغرب وتؤخر أوطانها بل ذهبت طالبة العدل، ليس إلا تاركين مهجهم وحياتهم في فراق أوطانهم.
* ماجستير قانون، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق