روان عبيد *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي، وتعزيز هويتهم العربية)
يقول الشاعر:
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني * عقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً * وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
الدستور الأمثل الجامع للقيم الإنسانية والهوية العربية هو الكتاب العزيز محكم التنزيل المنزه عن الخطأ القرآن الكريم، ونحن الشباب العربي لن نسمو بالقيم إلا بالاحتكام لما جاء به، ولن تعود هويتنا العربية لمجدها وهو مهجور على رف مهجور.
إن البشرية عبر تاريخها الطويل اكتسبت قيماً إنسانية رفيعة، ولم تبلغ هذه القيم الكمال إلا حين اتصالها بخالقها عبر الرسالات السماوية المنزلة في كتب سماوية، على خير البشر وهم الأنبياء، عليهم السلام.
ولو بحثنا في تاريخ الأنبياء لوجدنا أن أغلبهم تنزلت عليهم الرسالة وهم في سن الشباب؛ ذلك أن الهمة المتقدة عندما تجتمع بالغايات السامية في سن الشباب على درب يرضاه الخالق تخرج أطيب الثمار؛ ومن هنا كان لزاماً علينا أن نتمسك بالرسالة السماوية التي وصلت إلينا، ونعمل بقيمها الإنسانية السامية بما جاءت به من حفظ حقوق الآخرين بما فيها حق الجار، والصاحب، وابن السبيل، وأن نعلم منها ضعفنا البشري فنتقن فن الاعتذار؛ لأننا بشر وكل ابن آدم خطاء، ولو أردنا الحديث عن أضرب القيم في كتاب الله، فالكلام يطول وللحديث هنا طول الزمان.
أما الهوية العربية، ما صلتها بالقرآن الكريم؟
هوية القوم لغتهم وما عز قوم إلا بعز لغتهم وما ذلوا إلا بذلها، والقرآن الكريم هو أصل اللغة العربية لا العكس، وما تمسك أحد بالقرآن أو سعى في تعلمه إلا ظهر أثر ذلك فصاحة في منطقه، وحلاوة في بيانه؛ ومن هنا وجب علينا التمسك بكتاب الله حتى نحفظ هويتنا وقيمنا بوصفنا شباباً نسعى لنهضة أمتنا العربية.
فإذا أقمنا حروفه؛ نهضنا بلغتنا العربية وتمثل ذلك عزاً في هويتنا وإذا أقمنا حدوده؛ بلغنا الكمال كأمة سامية القيم، رفيعة الآداب، مزدهرة الإنسانية.
* طالبة جامعية، تخصص علم أحياء وكيمياء، سوريا
الاناء ينضح بما به فانت ثمره كل هذا
ردحذف