د. أحمد أحمد نعمان: الاغتراب.. "غياب الأمن والأمان" - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/31/2023

د. أحمد أحمد نعمان: الاغتراب.. "غياب الأمن والأمان"

مشاهدة
د. أحمد أحمد نعمان

د. أحمد أحمد نعمان *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

"أماه.. يا أماه ما أحوج القلب الحزين لدعوة كم كانت الدعوات تمنحني الأمن والأمان".
فاروق جويدة.

الحاجة إلى القوانين والحرية والعدالة الاجتماعية وتلبية المتطلبات الإنسانية لا تبرز ضرورتها إلا في مجتمعات بلغ تطور قواها المنتجة وعلاقاتها الإنتاجية والاجتماعية مرحلة متميزة وأمنها الاجتماعي والسياسي مستوى متطوراً نسبياً.

ويعد الاغتراب Alienation أبرز نتائج غياب الأمن والأمان في المجتمعات، فاغتراب الإنسان لفقدانه شعور الأمن والأمان يجعله مغترباً عن ذاته وعن وطنه، وبالتالي يصبح مغترباً عن قدراته والروابط الاجتماعية التي تميزه بوصفه إنساناً، ثم يصبح في النهاية شخصاً غريباً.

الأمن والأمان في البلدان العربية

لا يمكن أن يكون هناك أمن اجتماعي بدون أمن اقتصادي، بل إن هناك تصنيفات وتخصصات متنوعة؛ نتيجة تطور الحياة وتعقيداتها فهناك ما عرف بالأمن القومي، والأمن الإقليمي والأمن الدولي والأمن الإنساني، ولكنها تلتقي جميعاً تحت مبدأ الضرورة والحاجة، وتتداخل هذه المفاهيم بين علم الاجتماع والعلوم السياسية والعلوم الاقتصادية أيضاً.

وقد عرف الإسلام وحدد كل ما هو تحت مسمى أمن، فجاءت الشريعة الإسلامية لحفظ الضرورات الخمس: العقل، والنفس، والدين، والعرض، والمال، وأكدت أن صلاح الدنيا لا يكون إلا بالأمن والأمان وسلامة الأفراد.

وتعاني البلدان العربية تذبذب مستويات الأمن والأمان، فبرغم كونها أعلى هرم الأولويات وأساس الاحتياجات إلا أن في بعض البلدان قد تضطر لأن تفقد حياتك أو حياة من تحب من أجل غياب الأمن والأمان، فانتشار الجماعات المسلحة وتمرد بعضهم والحروب والصراعات وموجات الهجرة كلها دالة لما وصل إليه حال كل من الأمن والأمان في البلدان العربية، فأعداد المهاجرين وضحايا الإتجار بالبشر والمفقودين لظروف مجهولة وغيرها أمر يجعل هناك حاجة لإعادة التفكير في أهمية صياغة منظور مرن ومستحدث للأمان ومنظومة للأمن تهدف لحماية الأفراد والمجتمعات أولاً.

ما نحتاجه لإعادة الأمن والأمان في البلدان العربية:

أولاً: إعادة ترسيم حدود الأمن القومي للبلدان العربية.
ثانياً: المرجعية المتمثلة في الأمن الإنساني بوصفه منهجاً أساسياً لا غنى عنه.
ثالثاً: التمكين من المشاركة وممارسة الدور المطلوب من كل الأفراد لنجاح منظومة الأمان.
رابعاً: الاستثمار الأمثل للطاقات والقدرات الشبابية في تفعيل منظومة الأمان.
خامساً: توافر آليات من شأنها تقليل معدلات الهجرة والجريمة في البلدان العربية لتعزيز فكرة الأمن الإنساني.

* دكتوراه في التخطيط والسياسة الاجتماعية، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق