صفاء عوض: تنمية القيم الإنسانية لبناء مجتمعات مستقرة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/01/2023

صفاء عوض: تنمية القيم الإنسانية لبناء مجتمعات مستقرة

مشاهدة
صفاء عوض
صفاء عوض *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

من أجمل ما قيل في الإسلام، عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حين قال لأصحابه: "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، وهذا الحديث يبين القيم الإنسانية لدى العرب في زمن الجاهلية، وينصفهم في أخلاقهم، وأنهم كانوا قوماً ذوي قيم إنسانية في تعاملاتهم، وقد اشتهر العرب قديماً بالكرم وحماية المستضعفين والوفاء بالعهد وغير ذلك، ومن الأمثلة عندما تراجع أبو بكر الصديق عن قرار قطع النفقة عن مسطح، حين خاض في حديث الإفك، وهنا انتصرت قيم أبي بكر على دوافع الانتقام، ومن أخلاقيات العرب في الجاهلية المروءة وقول الحق حتى مع أعدائهم، كما فعل أبو سفيان بن حرب حين كان كافراً وسأله ملك الروم عن النبي فامتدحه على الرغم من عدائه للإسلام؛ لأن مروءته تمنعه من الكذب.

ويعرف علماء النفس القيم الإنسانية بأنها مجموعة من الانفعالات، التي لها أثر على الشعوب، لا سيما في بناء شخصية الفرد واحترامه لذاته، وهذا يعزز شعور السلام الداخلي ويخلق حالة توازن، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المجتمع العربي والتغيرات التي طرأت عليه، بسبب الوضع السياسي والاقتصادي، إلا أنه مازال يحافظ على بعض قيمه، فلولا وجودها لتفاقمت المشكلات.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات من السهل على الشعوب العربية تنمية القيم الإنسانية لبناء مجتمع عربي مستقر، وتعزيز هويتهم العربية عن طريق تبادل الثقافات ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان، وقبول الاختلافات ونبذ الصراعات.

وترسيخ القيم يعمل على الحد من المشكلات التي تزعزع من استقرار المجتمع العربي، وتلعب الأسرة والمدرسة دوراً مهماً في زرع كل القيم الإنسانية التي تعتمد على ثقافة المجتمع نفسه، ويشكلان أهمية بالغة في بناء شخصية الفرد.

والقيم التي تغرس في الشخص منذ صغره تعزز هويته وتبرز سلوكه في الحفاظ على وحدة مجتمعه، وضبط دوافعه، وتبني فيه شخصية فعالة ذات مبادئ سامية، وخلق مجتمع عربي متماسك ومترابط مع بعضه بعضاً.

* بكالوريوس هندسة تصميم داخلي، السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق