![]() |
عائشة بناني |
عائشة بناني
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب)
لماذا يسقط معظم شباب اليوم في أخدود اليأس وتغلفهم مشاعر الكآبة والإحباط ، يعتقدون معها أن هذا العالم حقير، حيث تشيخ فيه متألماً من كل الأشياء بما فيها الإرادة الطيبة، وأن فتات العطف أو المودة تعد منّاً من السماء؟
لماذا يتمدد كفن الغيوم بسرعة ليدفن أحلام وآمال العديد منهم في قاع المحيط في مراكب الموت أو بين خيوط الظل على اليابسة؟
أسئلة وغيرها نعرف جميعاً جوابها، لكننا نغض الطرف لأننا نعلم أن الأمان لا يولد من رحم ميت، وأن العون لا يأتي من أيد مبتورة، وأنه لا يمكن أن نفصل واقع شباب اليوم عن الظروف المناخية، والمناخ هنا هو الثقافة المحيطة بنا وظرفنا الاقتصادي وظرفنا الصحي.
لكي يتحقق الازدهار في مجتمع هرمه السكاني قاعدته شابة يجب أن يحس هؤلاء بالأمن، أعطني شباباً آمناً أعطيك بلداً مطمئناً، فلا يوجد استقرار للفرد في المجتمع إذا كان هذا المجتمع لا يتوافر به الأمن والأمان، قال تعالى: (وَضَربَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي تختلف حسب ظروف كل بلد، ويمكن حصرها فيما يلي:
ضمان الحقوق المدنية والسياسية، وتنمية الاقتصاد وحل مشكلة البطالة، والاهتمام بالتعليم والتقنيات المتقدمة، والسلام والاستقرار وتوقف الحروب والانقسام، واحترام حقوق المرأة ورعاية الثقافة والفنون.
ولكي يأخذ قطار المجتمع طريقه الصحيح ويواكب تطورات العصر الذي يجري بوتيرة سريعة لا ترحم كل متعثر أو متخلف عنه، لا بد من تكاثف الجهود؛ جهود كل المعنيين بالأمر أفراداً وجماعات لتعزيز المبادرات والقوانين والدورات التخصصية من أجل إعادة الثقة لهاته الفئة من المجتمع التي تعد صمام أمان لتعزيز القيم الإنسانية في مختلف عموم المجتمع وإشراكهم في عملية التغيير المجتمعي.
من الممكن ألا نصل إلى ميناء الأمان خلال فترة وجيزة لكننا سنحافظ بذلك على الطريق الصحيح.
* إجازة في الحقوق، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق