![]() |
مجدالدين حمزة |
مجدالدين حمزة *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
للقِيَم اَلْإِنْسَانِيَّة دَوْر مُهِم فِي بِنَاءِ شَخْصِيَّةِ اَلشَّبَابِ اَلْعَرَبِيِّ، فِي تَعْزِيزِ هُوِيَّتِهِمْ. واَلشَّبَابُ اَلْعَرَبِيُّ هُوَ أَمَلُ اَلْأُمَّةِ، عَمُودُهَا اَلْفِقْرِيُّ اَلَّذِي تَسْتَنِدُ عَلَيْهِ، لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ شَامِخاً لَا تَهُزُّهُ اَلْعَوَاصِفُ، يثمن التَّعَاوُن اَلَّذِي هُوَ اَلْمُشَارَكَةُ وَالْمُسَاعَدَةُ بَيْنَ اَلشَّبَابِ.
وَقَدْ حَثَّ اَلْإِسْلَامُ عَلَى فَضِيلَةِ اَلتَّعَاوُنِ كَمَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ اَلْكَرِيمِ، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقَوْا اَللَّهَ إنَّ اَللَّهَ شَدِيدٌ اَلْعِقَابِ) (1). وَفِي اَلسُّنَّةِ اَلنَّبَوِيَّةِ جَاءَ اَلتَّرْغِيبِ بِالتَّعَاوُنِ، فقالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اَلْمُؤَمَّنُ لِلْمُؤَمَّنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً) (2).
فَالشَّبَابُ اَلْعَرَبِيَّ يَحْتَاجُ اَلْيَوْمَ لِلتَّعَاوُنِ أَكْثَرَ مِنْ أَيْ وَقْت مَضَى، اَلتَّعَاوُنُ يُعَزِّزُ رُوحَ اَلْبِنَاءِ وَالْمُشَارَكَةِ، يَدْعَم اَلْأُلْفَةَ، يَرْفَعَ عُلُوّ اَلْهِمَّةِ، يَنْشُر اَلْعَطْف وَالرَّحْمَة بَيْنَ اَلنَّاسِ، يُحَارِب اَلْكَسَل اَلَّذِي يُثْبِت اَلْهِمَم، يُوقِف اَلْأَنَانِيَّة اَلَّتِي هِيَ حُبُّ اَلذَّاتِ، فَالتَّعَاوُنُ دَعْوَةٌ لِلْإيثَارِ وَحُبِّ اَلْخَيْرِ لِلْآخَرِينَ، اِرْتِقَاءٌ بِالنَّفْسِ إِلَى سُلَّمِ اَلتَّوَاضُعِ، وَسِلْكَ طَرِيقِ اَلْجُودِ اَلَّذِي يَبْذُلُ فِيهِ اَلسَّخَاءُ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ.
وَلِلتَّعَاوُنِ صُوَر عدة مِنْهَا اِنْتِدَاب اَلْمُعَلِّمِينَ أَوْ وُجُود فُرَصٍ تَعْلِيمِيَّةٍ لِلطُّلَّابِ لِأَبْنَاءِ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ فِي اَلْجَامِعَاتِ ومَرَاكِز اَلتَّدْرِيبِ، قَدْ يَكُونُ اَلتَّعَاوُنُ بِتَبَادُلِ اَلْأَفْكَارِ بَيْنَ اَلشَّبَابِ فِي اَلْبَرْلَمَانَاتِ، واَلرِّحْلَات اَلْكَشْفِيَّة، اَلدَّوْرَات اَلْمَدْرَسِيَّة، فَيَتِمُّ تَلَاقُحُ اَلرُّؤَى وَالْأَفْكَار.
فَالشَّبَابُ مِنْ غَيْرِ اَلتَّعَاوُنِ يَكُونُ مِثْل اَلْيَدِ اَلْوَاحِدَةِ اَلَّتِي لَا تُصَفِّقُ، يَظَلّ غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى اَلْإِنْجَازِ مِثْلٍ اَلطَّائِرِ اَلَّذِي يُحَاوِلُ اَلطَّيَرَان بِجَنَاحٍ وَاحِدٍة فَيَكُون مَصِيرهُ اَلسُّقُوط.
اَلْإِسْرَاعُ فِي غَرْسِ اَلْقِيَمِ اَلْفَاضِلَةِ فِي نُفُوسِ اَلشَّبَابِ اَلْعَرَبِيِّ، مُعَالَجَةُ اَلسَّلْبِيَّاتِ، اَلْعَمَلُ عَلَى إِخْلَاصِ اَلنَّيات اَلطَّيِّبَةِ، إِنَارَةُ اَلسُّبُلِ لِأَقْدَامِهِمْ. وَبَذَلَ كُلّ غَالٍ وَنَفِيس لِجِيلِ اَلشَّبَابِ لِأَنَّهُ اَلْقَادِمُ لِحَمْلِ اَلرَّايَاتِ.
(1) سُورَة اَلْمَائِدَة اَلْآيَة (2)
(2) اَلْمَوْسُوعَةُ اَلْحَدِيثِيَّةُ - اَلدُّرَر اَلسُّنِّيَّة
* دبلوم المعهد الفني الصحي، السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق