![]() |
قبورة بن ذهيبة |
قبورة بن ذهيبة *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
القيم هي كل تلك المعاني، والمبادئ التي يثمنها الناس، ويرونها ذات أثر إيجابي على حياة الأفراد، اجتماعية، شخصية، وحتى على المستوى النفساني. وهي في هذا تشتبك في مفعولها مع مبادئ الهوية وأسسها. فالفرد عندما يتحلى بالقيم النبيلة، ويرى فيها امتداداً لعناصر هويته، سواء كانت عرقية أو دينية أو ثقافية. فكل ذلك سيعود على شخصيته بالتوازن والاعتدال، ويصبغ نفسه بالسلام والتسامح.
فالشاب العربي لا شك يعتز بعروبته، ودينه، ولغته؛ لكون ذلك من الفطرة المغروزة في النفس الإنسانية، وعندما يكون قد تحلى بالقيم النبيلة، قيم العدل، والحرية، والتواضع، والمحبة، فإن ذلك المزيج من التصورات والعواطف سيصنع منه شخصية متوازنة، محبة لهويتها العربية التي تمثل كينونته التي يتميز بها عن غيره، وفي الوقت نفسه شخصية معتدلة، محبة لغيرها، متسامحة بعيدة عن التزمت، وهذا من شأنه الإعلاء من هذا المكون الإنساني، أعني العربي، بين المكونات الأخرى، وإشاعة الاحترام له بينها، ومن ثَمَّ سيعود ذلك الاحترام والتقدير على الفرد العربي المعتدل بالرضا الداخلي، والسلام النفسي، الذي هو في جوهره حقيقة السعادة المنشودة، وسيعزز ذلك من تمسكه بهويته، من أجل هذا وجب على المجتمعات العربية أن تجتهد في ربط القيم، القيم النبيلة كلها، بعناصر الهوية العربية، وإبراز العروبة بقيمها التي لم تنفك عنها من كرم ووفاء وشجاعة وسلام، وجعل ذلك جزءاً لا يتجزأ من جوهرها.
وهي حقيقة بذلك، وإن اعترتها بعض التشويهات المغرضة، وفي هذا الإطار أقترح أن يعاد صياغة مفهوم الهوية العربية، وربطها بالقيم السامية التي كان أجدادنا يمجدونها، ويرون فيها ركناً ركيناً في حياتهم، ولن نعدم في تراثنا رافداً قيمياً يخدم هذا التصور، ويعطيه المصداقية اللازمة له، فيُربى عليه الصغار، ويعيش في كنفه الكبار، وتحيا به مجتمعاتنا في عزة وسلام.
* بكالوريوس علوم إسلامية وتمهيدي ماجستير، الجزائر
* بكالوريوس علوم إسلامية وتمهيدي ماجستير، الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق