![]() |
محمد درواق |
محمد درواق *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
بادئ ذي بدء، وجب التطرق للفصل بين مفهومين متباينين، وهما القيم الإنسانية ونظيرتها الأخلاقية، فبعكس المغالطات الشائعة فهما يختلفان في ما بينهما كل الاختلاف. فالقيم الإنسانية هي تلك الفضائل التي ترشد الإنسان للنظر للعناصر البشرية عند التعامل مع الآخرين، فهي بالتالي ليست فطرية بل مكتسبة عن محيط الفرد الاجتماعي، مقابل القيم الأخلاقية التي تعد فطرية ولدت مع الأشخاص وتشمل العدل ومنع القتل، في حين أن القيم الإنسانية تشمل الاحترام والتقدير والمودة والرحمة.
وقبل الانتقال للحديث عن الدور الفعال للقيم الإنسانية في بناء الشخصية العربية وجب أولاً تحديد مستوياتها، وهنا نذكر المستوى الفردي كالحرية والحق في الاختيار وكذا المستوى الأسري، فالأسرة ركيزة المجتمع وتشمل الحب والثقة، بالإضافة للمستوى المهني كالولاء والدفاع، وأيضاً المستوى الوطني، فهي تعبير صريح عن إرادة الشعب كالمساواة والعدالة، مروراً بالمستوى الأخلاقي أي التقدير والاحترام ووصولاً للمستوى الروحي وهو منسوب لله سبحانه وتعالى، كالرحمة.
وتلعب هذه القيم دوراً مهماً في تكوين شخصية المتكاملة والمتسقة ذات المبادئ الثابتة للشاب العربي، من خلال تحفيزه للعمل وضبط نفسه وتعزيز طموحاته وكذا تحقيق الثبات والتوازن داخل الحياة الاجتماعية.
في الأخير، فإن القيم الإنسانية لا تسهم في بناء شخصية الفرد فقط بل لها دور مهم في حياته والأمر ذاته في تعليمه وتوظيفه، كما لا ينكر إنكاراً أن الدائرة الاجتماعية هي المصدر الأساس لتكوين هذه القيم عند الإنسان.
* طالب إجازة مهنية في التربية تخصص اللغة العربية، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق