![]() |
د. أحمد نعمان عبود |
د. أحمد نعمان عبود *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
القيم وتشكيل الفرد في المجتمعات العربية:
للقيم الإنسانية أهمية في بناء شخصيّة قويّة ناضجة ومُتماسكة صاحبة مبدأ، وفي حماية الفرد من الوقوع في الخطأ؛ حيث تُشكّل درعاً واقية، وهي إحساس الفرد بالسّلام الداخليّ والاستقرار والتّوازن في الحياة الاجتماعيّة، وهي إحساس الفرد بالمسؤوليّة، وهي تساعد على كسب ثقة النّاس ومحبتهم، وإكساب الفرد القدرة على التّأقلم مع الظّروف المختلفة، وتتميز المجتمعات العربية بكونها مجتمعات ذات طابع قيمي ممتد وموروث من جيل لآخر وتعمل المجتمعات العربية على انتقال القيم من جيل لآخر لتكون بمثابة طابع تتميز به وتجعل الشباب العربي من أهم المخرجات لتلك القيم.
القيم الإنسانية وبناء الشباب العربي بوصفه مشروعاً مجتمعياً رشيداً:
تعدّ القيم من أهم الركائز التي تُبنى عليها المجتمعات بخاصة العربية، وتتعلق القيم بالأخلاق والمبادئ، وهي معايير عامّة وضابطة للسلوك البشري الصحيح، والقيم الاجتماعيّة هي الخصائص أو الصفات المحببة والمرغوب فيها لدى أفراد المجتمع، والتي تحددها ثقافته مثل التسامح والقوة، والقيم الاجتماعيّة، ولاتزال المجتمعات العربية تحاول ترسيخ القيم في شبابها؛ لتتمكن من إعداد جيل يقودها للتنمية والتقدم ويواجه متغيرات العصر والحداثة وحروب طمس الهوية لثقافتها الوسيطة بين ثقافات جائرة وغير رشيدة.
أزمة القيم الإنسانية في المجتمعات العربية:
لايزال ضعف الوازع الديني، قلة التجارب والخبرات لدى الشباب، الانفتاح الشديد والعولمة، عدم المشاركة في العمل الجماعي، تراجع دور الأسرة والمنظومة التعليمية، رفاق السوء، الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا، قلة الحوار الأسري والمجتمعي مظاهر لغياب القيم وعدم منطقيتها.
وإجمالاً للقول:
أتوحد مع "تشارلز بوكوفسكي" حين قال "لا أريد أن أكون يوماً ما هذا الإنسان الممتعة مرافقته؛ لأن ذلك يتضمن مني مجهوداً خارقاً، فأنا كل ما أريده مساحة هادئة ضبابية أترك بها؛ لأن العلاقات الإنسانية لم تكن ناجحة معي في يوم من الأيام، والآن فقدت الاهتمام بها تماماً، أنا ببساطة لا أحب الناس أو الحشود أو أي مكان إلا فقط الكتابة والقراءة".
لنحاول من جديد تدعيم القيم لتواكب عصراً غريباً في نظر أفراده ولتكن ملاذاً آمناً لا مخدراً غير مرغوب فيه، لتجنبنا الخوف والتعب والجراح الكبيرة، فغياب القيم الإنسانية هو مؤشر لما نحن عليه الآن من انتظار لواقع لم نعد ننتظر منه أي شيء إلا الاستقالة.
* دكتوراه التخطيط والسياسة الاجتماعية، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق