![]() |
بسام الحرازي |
بسام الحرازي *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
تختلف متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي من مجتمع لآخر، حسب الإمكانات وأسلوب المعيشة وجودة الحياة التي توفرها كل دولة عربية لشعوبها، فهناك دول تقدم كل وسائل الرعاية والاهتمام لشعوبها، خاصةً الشباب، ما يجعل حياتهم أفضل، ومعيشتهم أجمل، وهو ما يجعل متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها شبابهم أقل مما يحتاجه الشباب في دول أخرى.
في مجتمع كاليمن لا توجد فيه أقل مقومات الحياة الكريمة، يجد الشاب نفسه قد بلغ الثلاثين من العمر وهو عائلٌ لأسرة كبيرة، ليس لديه وظيفة يعمل بها، ولا توجد جهة تعينه أو تساعده، وأتت الحروب لكي تقضي على ما تبقى منه، فأصبح شغله الشاغل كيف يوفر لقمة العيش لأسرته، كيف يدفع الإيجار الشهري للمنزل الذي يسكنه، كيف يدفع تكاليف ومتطلبات المدرسة لأطفاله، كيف يسدد فواتير المياه والكهرباء والغاز؟
وهنا أصبح لا إرادياً مسلوب الأمن النفسي والأمان الداخلي، سيطرت ظروف الحياة وقساوتها على عقله وتفكيره، وأصبحت لقمة العيش ومتطلبات الحياة هي همه الأوحد، وشغله الشاغل، وأصبحت الحياة بالنسبة له مجرد مكان للركض والتفكير في توفير أبسط المقومات لأسرته، وهنا بالتأكيد سيفقد الأمن الداخلي والسلام النفسي، عندها يقل الشغف، ويتلاشى الإبداع وينعدم الأمان في الحياة.
بالمقابل، نجد الشاب العربي في بعض الدول الأخرى يعيش حياة كريمة مليئة بكل وسائل الراحة النفسية، فيكمل الشاب دراسته الجامعية ويجد الوظيفة أمامه، وقد وفرت له الدولة كل مقومات الحياة من مجانية التعليم لأطفاله إلى أفضل وسائل الرعاية والاهتمام النفسي والصحي والمعنوي، ما يجعله يعيش أمناً وسلاماً داخليين تمكنه من إطلاق العنان لعقله وأفكاره بالإبداع والتطوير وهو ما يعنكس إيجاباً على البلاد والدولة التي يعيش فيها، فيسخر كل طاقته وإمكاناته لخدمة هذا البلد، لأنه بطبيعة الحال يعيش سلاماً نفسياً يجعل جُل اهتمامه يتركز على تطوير نفسه وتطوير عمله وبالتالي تطوير بلده.
لذلك تستثمر معظم المجتمعات المتقدمة في الراحة النفسية والسلام الداخلي لشعوبها، وبالأخص الشباب، لأنها تعلم أن تطورها وتقدمها وازدهارها يكمن في توفير السلام الداخلي لشعوبها.
* بكالوريوس إعلام، تخصص تلفزيون وراديو، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق