![]() |
مصطفى بولهريس |
مصطفى بولهريس *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
فلا شخصية قوية من دون قيم نبيلة راقية، ولا أمة متحضرة معتزة بانتمائها من غير تسلح شبابها بقيم تتماشى وهويتهم المتجذرة في أعماق التاريخ. ولأن مونديال قطر لكرة القدم كان حديث العام والخاص في كل مكان من العالم، وأعظم تظاهرة عالمية تابعها أغلب الشباب، فقد ارتأيتُ ربط الموضوع به لِما رأيته من إثارة لمواضيع الهوية والاعتزاز بها والقيم النبيلة التي زخر بها هذا الحدث العالمي وتأثيره الملحوظ في شخصية الكثير.
لقد كان فرصة كبيرة للترويج للقيم الإنسانية العالية التي تشكل عمود هويتنا، هكذا لاحظنا مثلاً كيف أن الجميع ينوه بثقافة بر الوالدين كقيمة إنسانية وكجزء مهم من ثقافتنا وهويتنا وشخصيتنا القومية والتي صارت تفتقد إليها مجتمعات أخرى لا سيما الغربية، فتداول الناس عبر العالم مقاطع احتفال لاعبي المنتخب المغربي، كممثل لنا في نهائيات المونديال، مع أمهاتهم وعائلاتهم.. ورأينا كيف التحمت الجماهير العربية لتشكل جمهوراً واحداً وراء فريق واحد، وكل هدف يسجله المغاربة في ميادين قطر، تهتز له مقاهي القاهرة ابتهاجاً وشوارع الإسكندرية والخرطوم والرياض وغزة وعمان ونواكشوط وبغداد وغيرها.
إنها قيمة الوحدة والفرح المشترك، كقيمة إنسانية نبيلة مهمة في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم المشتركة. وسجل الجميع تقريباً كيف استطاعت سلطات دولة قطر فرض نوع من الاحترام للهوية العربية المحلية واستغلت حفليْ الافتتاح والختام للترويج للعربية لغة وفناً وثقافة ورؤية.
مثل هذه الأمور قد تبدو لنا مجرد أحداث عابرة، لكنها دلالات لها ما بعدها، وأعتقد أن هذا الحدث العالمي مثال تطبيقي حي بالصوت والصورة عن مفهوم القيم الإنسانية التي تعزز هوية الأفراد وتزيدهم بها فخراً واعتزازاً، وتذكرهم بشخصيتهم القومية. إنه مثال يُغني عن ألف مقال وكتاب!
* بكالوريوس آداب وعلوم إنسانية، مدرّس وناشط ثقافي، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق