دعاء الأهدل: الشباب العربي وصناعة الأمن والأمان - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/30/2023

دعاء الأهدل: الشباب العربي وصناعة الأمن والأمان

مشاهدة


دعاء الأهدل *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

نتساءل كيف يستطيع الشباب تحقيق الأمن والأمان، وهل الشباب العربي يستطيع تحقيق ذلك في ظل ما يعانيه الشباب العربي؟

مفهوم الأمن هو سلامة الأوطان بمقومات بشرية يصنعها الإنسان في وطنه، بينما الأمان هو أحد ركائز الحياة البشرية، والتي تعد من أهم مقومات الحياة، ولا يتحقق الأمن من دون أمان، فالأمان يسعى له العقل البشري ويصنعه منذ الأزل، يصل الأمان إلى مرحلة الاستقرار التي تبحث عنها البشرية بتفكيرها الجمعي الذي ينشد الاستمرار بكل الوسائل التي تمنح السكينة من خلال ذلك الشعور الذي يلامس القلوب ويطمئن به بني الإنسان.

وكل ما يحتاجه الشباب العربي هو صناعة الأمن أولاً في الوطن الكبير؛ حتى يتحقق الأمان، فإذا تحقق الأمن سادت الطمأنينة في المجتمعات وعم الخير في البلاد.

يتحقق الأمن بوجود القانون والدولة، ويتحقق الأمان إذا كانت هناك مقومات لهذه الدولة ولتلك القوانين المسنونة.

من يتحدث عن الأمن فهو في كل الحالات يطلب السلام، والسلام يشمل الاقتصاد، والتعليم، يشمل الوعي والتثاقف، وخلق البيئة التي تضمن قبول الآخر، والتعايش مع صنوف التباينات العرقية واللونية وكل التناقضات في الواقع.

عندما نتحدث عن الأمن فنحن نشير إلى الدولة، نتحدث عن الحكومات في الوطن الكبير. الشباب العربي، بدرجة أولى، يحتاج إلى دولة تهيئ لهم البيئة الصحيحة، حتى يتحقق لهم الأمن ومن بعده الأمان، فإذا غابت الدولة غاب الأمن وعمّت البطالة والحروب والمخاوف وإذا حل الخوف تلاشى الأمان تماماً.

يحتاج الشاب العربي إلى الثقة التي تمنحه الدخول لسوق العمل، والنجاح في الحياة العملية.

وجود المكتبات والنوادي الثقافية، والدوائر الإعلامية التي لا تنتمي إلى أي صوت سوى صوت الشباب والمواطن، تعد واحدة من فواتح الوعي، ومنها يصل صوت المواطن العربي الذي أنهكته الأزمات، وغلبته الحروب.

التأهيل لمن يملك الموهبة والأفكار وقادر على تغذية العقل الجمعي وإصدار الصوت الخلّاق، وإشراك هذه الفئة في السياسة وفي كل مجالات الحياة، ومنها إشراك صوته في القرارات الكبيرة، والدوائر الحكومية، ولا يتحقق ذلك إلا إذا آمن الجميع أن الشاب العربي قادر على صياغة مستقبله بالقرارات الصحيحة.

وحتى يتحقق الأمن والأمان لا بد أن يسعى الشباب في القضاء على المخاوف والوعي بها أولاً، ومواجهة الأزمات الأخلاقية والاقتصادية والمجتمعية.

* بكالوريوس أدب إنكليزي، كاتبة وشاعرة، اليمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق