يسرى فؤاد محمد *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
وإنا كالفراشات نحلم أن نطير عالياً، نحلم أن نرسم الضحكات وننشر المسرات ونزرع البسمات ونحقق الغايات نحلم ونحلم ولكن..
كيف لكل هذا الجمال أن يحصل ونحن الذين ننام للهرب من اليوم، ونخاف أن نصحو لنرى ما في الغد؟
كيف للإنسان مهما كان توجهه ومهما بلغت قوته وقدرته على تجاوز أي محنة أو تخطي أي صعب أن يعيش بدون أهم مقوم من مقومات الحياة وأهم ما يجعله قادراًعلى السعي والسير خطوة نحو الأمام؟
كيف له أن يفتح عينيه ويشعر ببصيص أمل أو ومضة طموح وهو الخائف المتوجس لأي خطر قد يصيبه، أو سوء قد يصيب من يحب؟
كيف له أن يعبر عن مكنونات نفسه أو ينتقد ظلماً أو يندب واقعاً مريراً وهو الذي قد يذوق الأذى لمجرد أنه فتح فمه؟
لو لم يكن للأمن أهمية لما جعله الله أشد الابتلاءات على الإنسان وحتى أنه أشد أثراً عليه من الجوع والموت فقد قال عز وجل: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، فقدم الله الأمن على كل شيء! فهو أساس كل شيء في الحقيقة.
فبانعدام الأمن يأتي الخوف الذي بسببه يقصر الناس في أعمالهم ليأتي الجوع ثم بقية النقم التي تمر بها بعض الأوطان هذه السنوات من نقص في الأموال والأنفس والثمرات.
فقد أصبح حلم أغلب الشباب أن يسد رمق جوعه، وهو الذي كان يحلم بالبيت الفخم والسيارة الفارهة والمعيشة المنعمة، تقيدت أحلامهم وتمزقت إرباً وأصبحت هباء منثوراً.
فالأمن صمام أمان الحياة والطموح والسعي والعيش بأسره، والأمان أهم شعور تسعى كل مخلوقات الكون للحصول عليه.
فاللهم أعد لقلوبنا الأمن والسكينة ولأوطاننا الأمان والطمأنينة وسائر البلدان يا كريم.
* كاتبة مبتدئة، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق