![]() |
خالد عبود |
خالد عبود *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)في عالم تدهورت فيه القيم الإنسانية واضمحلت الثقافة العربية وأصبح الجميع يبحث عن المادة، ويلجأ الإنسان إلى إشباع رغباته ولذاته بأي طريقة ممكنة، كان من الضروري أن نوجه أنظارنا إلى إعادة أحياء ثقافتنا العربية وقيمنا الإنسانية؛ من أجل النهوض بشبابنا وبالتالي تنهض مجتمعاتنا العربية، ولن يحدث ذلك إلا بتكاتف من الأسرة والدولة معاً.
الأسرة وتنشأة الأبناء
يقع على عاتق الأسرة الدور الأكبر في تنشئة الشباب، فهي تبدأ مع الأطفال منذ نعومة أظافرهم، حيث تغرس فيهم القيم والأخلاق فيتخذون من آبائهم قدوة يسيرون على خطاهم لينبذوا الرذائل وينشروا الفضائل، ويصدرون لنا شباباً سوياً قادراً على الانخراط في المجتمع وتحقيق أهم تنمية، وهي التنمية الإنسانية.
المسامحة والتعايش مع الآخر
في مجتمعاتنا العربية ينشأ الغالبية منا على قيم الدين الإسلامي، ولو أعدنا إحياء تراثنا الإسلامي لوجدنا أن أهم ما يميزه هو التسامح والتعايش مع الآخرين، فرسول الإسلام عقب فتح مكة قال لأهل قريش "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، كما قال أمين معلوف في كتابه الهويات القاتلة "لو كان أجدادي مسلمين في بلد فتحته الجيوش المسيحية، فلا أظن أنه كان باستطاعتهم العيش 14 قرناً، فانظر إلى ما حدث في مسلمي إسبانيا وصقلية.. يوجد في تاريخ الإسلام - ومنذ بدايته - قدرة مميزة على التعايش مع الآخر" فما أجمل أن نسير على نهج نبينا ونتبع خطاه.
المجتمع والدولة والقيم
قد يختلف البشر في الدين والعرق والبلد، ولكننا نشترك جميعًا في القيم الإنسانية العامة.. تلك القيم التي يجب أن نطعمها في مناهجنا الدراسية، فيتفاعل من خلالها أبناؤنا يومياً، فيجب على قطاع التعليم والثقافة صياغة مفاهيم جديدة مأخوذة من تراثنا وتصحيح المفاهيم الخاطئة، من أجل إعادة إحياء المعرفة التي تعيد للإنسان العربي دوره وللأمة تماسكها، بالإضافة إلى إحياء اللغة لأن أول ما يميز العربي هو لسانه، فلم يعتز العرب بشيء قدر اعتزازهم بلغتهم. فما حال الأمة الآن والعديد من أبنائها عاجزون عن كتابة نص عربي صحيح؟
* حاصل على معهد فني صناعي، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق