محمد القهالي: الشبابُ بين فُقْدان الأمنِ وغياب المستقبل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/31/2023

محمد القهالي: الشبابُ بين فُقْدان الأمنِ وغياب المستقبل

مشاهدة
محمد القهالي

محمد القهالي *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

إن غيابَ الأمنِ يرتبطُ بالمستقبلِ والحاضر، وبالقدرةِ على التحرُّك؛ حيثُ تَعتمدُ الاستراتيجياتُ المرتبطةُ بهاتين المسألتينِ، إلى حَدٍّ كبير، على إمكانيةِ الحصولِ على المواردِ؛ لذا فإنَّ الشبابَ الذين يفتقرون إلى المواردِ الكافيةِ همُ الأكثرُ عُرْضةً لفقدانِ الأمنِ والأمان.

ويمكنُ القولُ: إنَّ تزايد فقدان الأمنِ سيؤثّرُ تأثيراً كبيراً، ويؤدي إلى "غيابِ المستقبلِ"، والذي يُمكنُ التعبيرُ عنهُ بــ"الخوفِ من المستقبلِ"، ولا شكَّ أنَّ الشبابَ الذي فَقَد الأمنَ وليسَ عندهُ القدرةُ على استشرافِ المستقبلِ جيلٌ ضائعٌ يحتاجُ إلى عنايةٍ فائقةٍ لوضعهِ على الطريقةِ الصحيحة؛ للإنتاجِ ثمّ الارتقاء إلى الإبداعِ، ولإنتاج الأمن لابُدَّ من تضافُرِ الجهودِ على جميعِ المستوياتِ من الأفرادِ والمجتمعاتِ والمُنظماتِ ومؤسساتِ الدولة.

إنَّ الشبابَ همُ عمادُ التغييرِ والنهوضِ في كلِّ المُجتمعات؛ وذلكَ لِمَا نتمتعُ بهِ من قدرةٍ في استيعابِ التجديدِ والتفاعلِ معَ العصرنةِ والتعايشِ معَ كلِّ جديدٍ يطرأُ ويتغير، إضافةِ إلى إمكانياتِنا الواسعةِ؛ ما يُؤَهِلُنا لضمانِ مستقبلٍ أفضل، وهذا لا يأتي إلا بوجودِ مجموعةٍ منَ المتطلباتِ من ضِمنُها الأمنُ والأمان.

لذا فإنَّ المجتمعاتِ العربية تشهدُ تغيراتٍ اجتماعيةٍ واسعةَ النطاقِ والمنشغلونَ بالمسائلِ الاجتماعيةِ يحاولونَ معرفة كيفيةِ إخضاعِ هذا التغييرِ لتوجيهٍ يُسهِمُ في تحقيقِ مزيد من التقدمِ والنماءِ والإشباعِ لحاجاتِ الشباب، فنحنُ الشبابُ ركنٌ حيويٌ ويَجبُ إفساحُ المجالِ لنا لأداءِ دورِنا الاجتماعي في البناءِ والتطويرِ والتحديثِ؛ لأننا بطبيعتِنا أكثرُ الفئاتِ الاجتماعيةِ تقبلاً للتغييرِ؛ ولأنَّ جهودَ المجتمعاتِ لنْ تُثمرَ إذا فقدت روحَ التجديدِ والإبداع.

إذاً نستطيعُ أنْ نفتخرُ ونقولُ: إننا نحنُ الشباب نِصفُ الحاضر وكل المستقبلِ، لذا نَجِدُ جَميع الأمَمِ والشعوبِ تُراهنُ دوماً على الشبابِ في كسبِ رهاناتِ المستقبلِ القريبِ والبعيد؛ وذلكَ لإدراكِنا العميقِ بأَنَّنا العنصر الأساسيّ في أيِّ تحولٍ أو تقدمٍ للشعوب.

وفي الأخير، لابدَّ للأُسرةِ والمجتمعِ والدولةِ أن يمارسوا أدواراً أساسيةً في توفيرِ الأمنِ للشبابِ من خلالِ احتواءِ الشبابِ وعمل برامجَ توعويةٍ وسَد احتياجات الشبابِ وتوليدِ الظروفِ والإمكانياتِ والحاجات الأساسيةِ التي يطلِبُها الشبابُ، وأهمُّها الأمنُ والأمان.

* بكالوريوس إعلام، تخصص علاقات عامة وإعلان، اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق