انتصار حسن مشراح: البحث عن مساحة أمن - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/31/2023

انتصار حسن مشراح: البحث عن مساحة أمن

مشاهدة
انتصار حسن مشراح

انتصار حسن مشراح *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

في ظل الفوضى الحاصلة لدى شعوب عربية عدة، وحالة الانفلات الأمني التي سببت تخلخلاً في مصفوفات القانون، بدأت ملامح البيئة الآمنة تتلاشى أمام الشباب العربي، وصار كل ما حولهم قاتلاً لروح الإبداع والطموح والمبادرة.

ازداد عدد المحتالين هناك بعد اطمئنانهم أن لا رقيب عليهم وكثرت الجرائم، وخيم الخوف والقلق على الشباب، إذ إن أوطانهم صارت خالية من أي أمن وسلام.

لقد تعرّض بعضهم لغسل أدمغة من تجار الحروب، ونشؤوا على ثقافة الموت، فصاروا أدوات متفجرة يغررون بهم الشباب الطموح، وبدؤوا بسلب الأمن عن بناة الغد.

فكيف يحلمون وهم محرومون من أبسط الحقوق؟ وكيف يبنون الأساسات وكل ما حولهم خراب وفوضى؟

وكيف يعزفون لحن أمل بين ضوضاء الدمار؟ وكيف تشرق شمس الأمان بين عتمة الحروب؟ وكيف تُقال كلمة الحق وسط دائرة من المتربصين الذين يسعون للقمع وتكميم الأفواه؟ وكيف تُسرد الطموحات وكل همهم هو رغيف خبز يسد به الجوع ليكملوا يومهم البائس؟

في خضم هذه الفوضى والأوضاع الصعبة من الفقر والجوع والبطالة وانخفاض الدخل، إن لم نقل انعدامه من الأساس، وغياب الأمن، حصلت الكارثة.

بداية حين قُيدت التطلعات ولم تنطلق في أفق الإبداع بكل حرية، ثم بعدم تقدير الكفاءات، وتشجيع الإنجازات، وانتهاء بحرمان الشباب العربي من كل حقوقه المشروعة.

بدأ الشباب بالبحث عن مساحة أمن في أي دولة على خارطة العالم تكفل لهم حياة كريمة يتنفسون فيها الحرية، فارتحلوا عن بلد أحبطهم وذهبوا لبلد يعج بالأمن يستطيعون فيه ممارسة حقهم في التعليم. والحصول من بعدها على فرصة عمل دون محسوبيات، بلد يكفل لهم حقوقهم القانونية والإنسانية مما يمنح الشباب طاقة إيجابية محفزة للإبداع، وبهذا يستفاد من إبداعات شبابنا هناك، لأنهم لم يجدوا بيئة آمنة في بلدانهم.

فمتى تعود طيور الأمل لأوطانها؟ ومتى ترفرف رايات السلام ويختفي الخوف بكل أنواعه؟ ومتى يعود الأمن لتُستأنف الحياة؟

وتظل الأسئلة تنتظر الإجابات على أوراق مستقبل مجهول.

* بكالوريوس آداب اللغة العربية، محررة وأديبة، يمنية مقيمة في مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق