شعراء وكتّاب عرب يتفاعلون مع تقرير “صناعة العود” في سوريا - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/30/2023

شعراء وكتّاب عرب يتفاعلون مع تقرير “صناعة العود” في سوريا

مشاهدة

 

تعبيرية

سوريا: حسام الساحلي

تفاعل عدد من الشعراء والأدباء مع التقرير الذي نشرته منصة “باث أرابيا" حول صناعة العود السّوري، وتكريمه من قبل منظمة اليونسكو بإدراجه على لائحة التّراث الثّقافي اللامادي.

وبين محاكاة آلة العود، وأخرى داخلية لخبايا النّفس البشرية، يبني الدّكتور طارق حمزة أبياته الشّعرية، مانحاً آلة العود صفة الأنسنة، حيث طلب منها أن تبوح بمواجعنا، وتكشف القناع عن حزنٍ يختفي خلف ملامحٍ تبدو أنّها تنتمي للفرح، إذ يقول في تعليقه على المادة:

يا أنين العود قل مـا في فؤادي
فجروحي ن،ثـرت في كلّ نادي
قل لهم إنّ ابتســـــامي بشفاهي
بيــد أنّ الرّوح بعضٌ من رمادِ
هاتِ لحناً يفضــح الأعماق إنّي
بَاسمُ الصورةِ و الأحزان زادي


الشاعر طارق حمزة

أمّا الشّاعر السّوري وسيم البدوي، والمقيم حالياً في ألمانيا، وصف العود بالحزين الباكي الّذ ي لا ترى دموعه على خدوده الخشبيّة المزخرفة، ورسم بريشته الشّعريّة مقارنة بين عازف العود، والشّاعر.. موضّحاً بأنّ كلّ واحد منهم يعزف، ويفصح عمّا في داخله من مشاعر، لكن تختلف الأدوات فقط؛ فالأول يعزف بريشةٍ، والثّاني يعزف بقلمٍ جيّاشٍ في المشاعر :
ياعازفاً بالعودِ أشجانَ الهَوى
دعني أبوحُ مواجـــعي للعود ِ
أتنوحُ مثل العاشقين وتشتكي
وعزفت دمعاً لا يُرى بخدود ِ
مازلت تشبهني بلحنــــك إنّما
عزفي وأوتاري بعودِ قصيدي

وفي الاتجاه المعاكس يرى الشّاعر جوزيف إيليا آلة العود مصدراً للفرح؛ لأنّك عندما تبثّها شكواك تخفّف عنك حزنك برقّة أوتارها، وعذوبة ألحانها، إذ يقول في تعقيبه على مادّة صناعة العود:
يا عازف العود هات فنّا
يملأ ســــمع الحياة لحنا
ويجعــــل المبتلى سعيداً
وقد شـــكا حزنـــه وأنّا
والحبّ لا ينتهي شــــذاه
ولا نسيم الصّفـــاء يفنى
يا عازف العود قل كلاماً
بريشـــــةٍ لا تطيق حزنا
معك نغــنّي نشــــيد خلدٍ
طوباه من للخــلود غنّى

د. نسيم دلول

طبيب التّخدير السّوري نسيم دلول، وهو أيضاً من الزوّار الدّائمين للمراكز الثّقافية السّورية، والمتابعين لنشاطاتها الثّقافية ، تعرف من خلال “باث أرابيا" على المهندس إبراهيم السّكر، ودعا إلى تدريس حرفته وطريقته في صناعة آلة العود ضمن المعاهد الموسيقيّة والمناهج المدرسيّة.

سائر دندش

ومن جهة أخرى تفاعل الدّكتور سائر دندش الحائز على إجازة الدّكتوراه في اللغة العربية من جامعة تشرين السّورية وذكر أنّ العود آلة موسيقية عريقة تضرب أطنابها في عمق التاريخ، وأن تسليط الضوء على هذه الآلة العريقة هو بمثابة نفض الغبار عن كنز عربي نفيس ليزداد بريقاً وجمالاً.

أما القاصّة مرح صالح الحائزة على جائزة دمشق الدّورة الأولى ؛ كونها من كاتبات القصص القصيرة جدّاً، تفاعلت مع المادّة بمشاعر ملؤها الفرح والأمل، ووصفت العود بالآلة الديناميكيّة التي تخلق الألحان على المقاس الّذي يريده مروّضها... وأضافت أيضاً أنّ العود بحاجة إلى متمرّس عاشق تخلق أصابعه مع الأوتار حالة تناغم، ولغة موسيقية حالمة لا نشاز فيها.

هيفاء رعيدي

الكاتبة السّورية هيفاء رعيدي من جهتها أيضاً تفاعلت مع المادّة بتعليق مفعم بالأمل مفاده بأنّ إدراج اليونيسكو آلة العود على لائحة التراث الثقافي اللامادي ينزع الغشاوة مرة أخرى عن عيون الثقافة السورية، وبأنّ الموسيقا لغة الشّعوب، وغذاء الروح.. والآلات الموسيقية جسر عبورٍ لنشوة الأذن، والعود أجملها؛ لأنّ عزفه الحزين يحاكي أوجاع الوطن والإنسان.
فرح البوظة

من جهتها، وصفت المحامية فرح البوظة هذه المادة بالفرحة المزدوجة بين إدراج العود على لائحة التراث الثقافي اللا مادي من جهة، ومن جهة أخرى إلقاء الضوء على علم من أعلام صناعة العود في سورية .


ونختتم بما كتبه محمد حمود الحميري وهو صانع محتوى من اليمن حيث أكّد بأنّ سورية حاضرة الفن والثّقافة والأدب، وقلب المنطقة العربية النابض بالأصالة والعبق، وذكّر بأن تسليط الضّوء على مواضيع الإبداع التّراثي والثّقافي أمر مهم جدّاً.


هناك تعليق واحد:

  1. سائر دندش1/30/2023

    انتم شهبٌ مضيئةٌ في حَلَكِ الليالي المظلمة، منكم نُطل على وطنٍ ثَرٍّ لم يفتأ يتحفنا بكل جديد وفريد. لا جفّ حبر قلمكم

    ردحذف