عبدالله منشون: العربية لغة انتماء لمغاربة العالم والعرب بمختلف مشاربهم - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/07/2023

عبدالله منشون: العربية لغة انتماء لمغاربة العالم والعرب بمختلف مشاربهم

مشاهدة
عبدالله منشون

الرباط: أميمة بنبدي

تعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية وهي إحدى اللغات القديمة ومن أكثر اللغات الراقية للتعبير، وتأتي ضمن أكثر اللغات انتشاراً، إلا أنها قد تعاني نفور عدد كبير من جيل الشباب منها، فهل اللغة العربية اليوم من قبل الشباب في تراجع أم لا؟

عن هذا الموضوع، يقول الكاتب والإعلامي عبدالله منشون لمنصة "باث أرابيا": "إن اللغة العربية؛ لغة الضاد؛ بَحرُ العميق في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ؛ جميل بكلماته؛ فجمالية وروعة اللغة العربية من جمالية الكلام في القرآن؛ الشيء الذي لا تتيحه لغة أخرى. ومن روائع اللغة العربية؛ مساحة التعبير الشاسعة والواسعة جداً".

يتابع منشون: إنها لغة القرآن الكريم التي أوحى بها الله لنبيه العظيم وجعلها نبراساً وسراجاً منيراً للإنسانية كافة، لذا يستحيل لها أن تنزل من المقام أو أن تزول.

ويضيف أنه على الرغم من محاولات البعض تهميشها، لكنهم يدركون قوتها سواء في المضمون أو في الإبداع، وعليه فإنها ستبقى حاضرة، سائدة ورائدة عبر التاريخ والأزمان.

عبدالله منشون

اللغة العربية سامية ومقدسة

بستعيد منشون بيتاً شعرياً للشاعر والأديب الراحل حافظ إبراهيم الذي يقول فيه:

"وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي .. رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي" 

ويتابع الكاتب متحدثاً عن مكانة اللغة العربية، بقوله: "إنها لغة سامية مقدسة؛ وليست فانية كما يصور أعداؤها ولا حتى المتأسفين عليها؛ لأنها وبكل بساطة لغة الأجيال التي لا تستكين للمحال. وهي نفسها الأجيال التي ستتناقلها في الصدور وفي الفكر وفي التواصل والتعبير وستعيدها بلا شك لمجدها وموقعها الأزلي والمستحق".

وارتباطاً بالموضوع وماله من أهمية قصوى، يرى منشون أن العربية كلغة أولاً وكثقافة وفكر ثانياً تشكل بالنسبة لكل غيور في بلاد المهجر وفي العالم، صلة الوصل الحقيقية التي تربطه بهويته وبحضارته، ويضيف أنه للسبب ذاته، ما أحوجنا اليوم أكثر مما مضى لخلق ذاك الجسر القوي والمتجدد الذي سيمكن عشاق العربية والمدافعين عنها من التواصل أكثر وإعادة بناء العلاقة مع المؤمنين بها وبما تختزنه من كنوز عبر التاريخ.

كما يشير منشون إلى أنه "لا يجب أن نغفل عن أن اللغة العربية تتعرض منذ سنين لحرب ضروس وشرسة من قبل أطراف تعي تمام الوعي ما تشكله لغة الضاد من قوة وتمكن وتجدر في ثقافات العالم وفي إرثها؛ لأنها لغة عالمية وسامية ولغة الحضارات التي نهلت من أسرارها ونفحاتها العطرة".

الاندماج ليس على حساب اللغة

يؤكد منشون أن أبرز ما يحرص عليه مغاربة العالم في بلاد المهجر هو ألا يكون اندماجهم في بلدان الاستقبال على حساب هويتهم وحضارتهم ومقومات ثقافتهم الأصلية. لهذا يحرصون باستمرار على تعليم اللغة العربية لأبنائهم، وجعلها إلى جانب الدارجة واللهجات المحلية الأخرى جسراً للتواصل في ما بينهم. ويجب التذكير إضافة إلى ما سلف ذكره بأن تعلم اللغة العربية يسهّل على مختلف مكونات الجالية المغربية فهم مقاصد الدين وعقائده، ويشكل أداة في أداء العبادات كدرع واقٍ من براثن الجهل والأفكار الهدامة، وبالتالي الفهم الخاطئ للدين.

ويضيف أنه، وفي هذا الصدد، لا يجب أن ننسى أن رسالة المسلمين مغاربة كانوا أم مشارقة تبقى مرتبطة من خلال لغة القرآن الكريم بإبراز سماحة الإسلام الحنيف ودعوته السامية إلى تكريس العدل فوق الأرض ونبذ أشكال العنف والتشدد والطائفية كافة.

اللغة العربية لغة انتماء

يقول الكاتب عبدالله: "إنه لا بد من التذكير بمعطى أساسي يهم بعض أبناء الجالية المغربية الذين اختاروا التمدرس، عن وعي أو بدونه، وراء اللغات الأجنبية لبلدان الإقامة وذلك لعاملين أساسيين أولهما عدم الاهتمام كنوع من الخروج عن النسق والاستلاب، أو بسبب اختيار المكوث الدائم في بلاد المهجر كأمر حتمي لا مناص منه.

ويشير إلى أن هناك حقيقة تبعث على الأمل والافتخار وهي أن "اللغة العربية كلغة انتماء لمغاربة العالم بمختلف مشاربهم، تبقى لغة جذابة بأصولها وقواعدها وبعمق بلاغتها بالنسبة لأعداد كبيرة منهم، وحتى بالنسبة للأجانب والمنحدرين من ثقافات أخرى".

 ويضيف أن للمساجد وللمراكز الثقافية على الخصوص الفضل في هذا الانفتاح العالمي على لغة الضاد، وفي المجهودات المبذولة لتبسيط التلقين بالنسبة للمبتدئين وتجاوز العوائق من جهة، ومن جهة أخرى التشجيع على مزيد من الانخراط في التعلم وتسهيل التمكن اللغوي.

الكاتب عبدالله منشون

لغة الضاد بألف خير

ويبدي منشون سعادته بسبب العديد من الكفاءات التي تتقن اللغة العربية وتبدع فيها لا سيما في السنوات الأخيرة، وفي مجال العلوم الإنسانية على الخصوص من أدب و شعر وسوسيولوجيا وإعلام، ويرى أنها خير دليل على أن لغة الضاد بألف خير، بل هي لغة عالمية حتى وإن تكالب عليها من يدركون جيداً خطرها على مصالحهم وعلى مخططاتهم.

ويتابع أن نجاح العديد من اللقاءات الفكرية والثقافية والعلمية وكذلك المحاضرات الدولية القيمة يرجع بالأساس إلى أنها تتبنى اللغة العربية في برمجتها والتسويق لها.

ويختتم الكاتب عبدالله منشون بالقول: "إنه لن يكون هناك جسر ولا لسان أنجح ولا أكثر تأثيراً من لغتنا الأم المقدسة للمرافعة بخصوص قضايانا العادلة وبخصوص قضيتنا الوطنية.  ولعمري هذا ما يقوم به اليوم أبناؤنا وشبابنا الغيورون في بلاد المهجر في السنوات الأخيرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق