![]() |
دينا الأباصيري |
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
عند حصولك على نبتة صغيرة وتعهدها بالرعاية والسقاية والاهتمام والتحلي بالصبر، ستجد حصاد زرعك شجرة مثمرة وارفة الظلال حلوة الثمار، وهذا حال شبابنا الصاعد إلى ركب الحياة، هنا يأتي السؤال هل أدينا الدور المنوط بنا القيام به للحصول على طيب الحصاد؟
قد نعاني اليوم من حضور خافت لثقافتنا العربية وعاداتنا وقيمنا الرصينة! نبذر وتأتي الرياح العاتية تقتلع ما بذرنا وتشتت آمالنا وطموحاتنا فيكون الناتج شباب بلا خلفية ثقافية أو أخلاقية واضحة، بل حملة جنسيات عربية بفكر وثقافة غربية، وكأنك تهم لتذوق الحلوى فتجد المذاق المالح.
الاستعداد المسبق وتهيئة الأجواء هو المدخل الجيد لنيل مآربنا، وخلق مجتمعات عربية حاضنة تولي جل اهتمامها للحفاظ على غرسها، وإنتاج شخصية عربية سوية معتدة بواقعها وتعيشه دون خجل محققين إضافة فعالة، وللوصول لهذا النموذج وجب علينا:
أولاً: ربط الشباب منذ الصغر بلغتهم الأم، وإتقان أدواتها، فهي لغة التفكير التي نعتمد عليها مهما تعلمنا من لغات أخرى غيرها.
ثانياً: الاهتمام بالإعلام العربي بحيث يكون عنصر جذب للشباب على مختلف طبقاتهم ومعبراً عن طموحاتهم، وتبني قضاياهم ومناقشتها بموضوعية، فدور الإعلام الواعي التعبير الصادق عما يمس فئات المجتمع، وبخاصة الشباب.
ثالثاً: تخطيط جيد للمناهج التعليمية التي تؤثر في النشء منذ نعومة أظفارهم، بحيث تتواكب مع كل جديد مبتكر وتحافظ على المثل والقيم السليمة والبناء عليها لتحقيق النهضة مما يكسبنا الثقة بقدرتنا.
رابعاً: تسليط الضوء على النماذج الإيجابية من العلماء والمثقفين والأبطال الرياضيين العرب بما يتناسب مع اهتمامات الشباب وتوجهاتهم لضرب مثال حي لإنجازات أبناء أمتهم العربية الذين استغرقوا فى ثقافتهم المحلية حتى وصلوا إلى العالمية.
خامساً: نشر الوعي هو أقوى درع للتصدي إلى مكائد تحاك وتنصب لأمتنا العربية وشبابنا للنيل من ثقافتهم وتمسكهم بكل ماله قيمة ورمزية للاعتدال والتماسك، واعتبار قضية التنشئة السليمة قضية مجتمعية شديدة الخصوصية.
إن ما تحمله من إرث عربي ثري وديانات سماوية قويمة ولغة واحدة مشتركة بين أبناء الوطن العربي، تجعلنا نؤثر ولا نتأثر وتجعلنا فاعلين وليس العكس.
* بكالوريوس آداب لغة عربية، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق