![]() |
بيشوي جبرة |
بيشوي جبرة *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
القيم الإنسانية لدى الشاب العربي، كيف يبني نفسه ومجتمعه عليها؟ أتذكر المقولة العظيمة لابن رشد عندما قال: «الجهل يؤدي إلى الخوف، الخوف يؤدي إلى الكراهية، والكراهية تؤدي إلى العنف، هذه هي المعادلة»، ولذا فإن كان سبب تردي المجتمع في الدول العربية عند جيل الشباب بالأخص هو انعدام قيم الأخلاق فهو راجع إلى عدم وعيهم والجهل.
فالشاب وإن كان يفتقد القيم الإنسانية الخالصة والسوية في حياته، فإن سبب هذا الأمر الرئيسي هو الوعي، انعدام الوعي بفائدة المجتمع حوله لو طبقت القيم الفاضلة، الوعي بمنطقية منطلقات الدين التي بدأ من أجلها، الوعي بقيمة اليوم فنندم على أمس، ونقدر المستقبل أو نعطيه قيمة هو الآخر.
الوعي الذي إذا انعدم يصاب العقل بعدم القدرة على فهم أسلوب عمله الصحيح، يحدث عطب بالنظام ككل، وإن كان هناك خطأ في الوعي أو الفهم أو الاستيعاب سقط النظام العقلي تدريجياً وحدث به انهيار.
كيف يستدل شاب في مقتبل عمره على وعي صحيح؟ القراءة ثم التعلم المستمر والمستدام، ثم العلم التطبيقي أو العلم القائم على عمل؛ لأنه يجعل العقل يتحرك ويعمل.
ووسائل المعرفة كثيرة فإن أخذنا الكتب مثالاً، هناك آلاف الكتاب والرواة والمواضيع. كل هذا سيجده الشاب إذا اختار سلوك درب المعرفة (في لحظة يشعر فيها أنه يحتاج للوعي). كل منها يقود للآخر، فلا يمكن الحجر على اختيارات الشاب منها، لكن الأجمل أن من يمسك كتاباً يعي، ومن يبحث يدرك.
ومع أن الموضوع طويل يحتاج أكثر من مقالة، فإنني أستطيع بعد إيضاحي للمعطيات القول إن المعادلة تكون: القيمة الأخلاقية والإنسانية نستطيع إدراكها كقيمة بالوعي؛ لأن الوعي هو نفسه الإدراك، والوعي مجالاته وأبوابه كلها تؤدي إلى التهذيب والعلم والمعارف والفلسفة والتطور النفسي، وكذا المجتمعي.
وأخيراً، إن تمكن الشباب من إدراك أن الوعي هو السبيل الوحيد لتطورهم اجتماعياً وشفائهم من اللا قيمة لأصبحوا الأكثر إيماناً بها والمنادين بضرورتها، وهكذا تدريجياً يشفى المجتمع برمته.
* مهندس ديكور وكاتب، مصر
* مهندس ديكور وكاتب، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق