سارة شهيد: لدينا أكثر من فراهيدي عربي يحتاج إلى آفاق الأمان ليبدع - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/30/2023

سارة شهيد: لدينا أكثر من فراهيدي عربي يحتاج إلى آفاق الأمان ليبدع

مشاهدة
سارة شهيد

سارة شهيد *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

ما العامل المشترك بين ظهور المفكرين بأعداد كبيرة وتميزهم في الأندلس وفي الفترة العباسية؟

ولماذا نلاحظ فترات متقطعة ازدهرت فيها الفلسفة والفنون والآداب مثل ازدهار الترجمة في عصر المأمون؟

إن كان بإمكاننا الإجابة بكلمة واحدة عن هذا العامل، فستكون الإجابة هي الأمن!

لذلك، إن أردنا أن نحدد سبب افتقارنا إلى الإبداع في البلدان العربية فهو ببساطة غياب الأمن والأمان لدى الشباب العربي.

هل تفتقر جميع الدول العربية إلى الأمن والأمان حقاً؟

إن عدنا لتعريف الأمن، فسنرى أنه يشمل ليس فقط الاستقرار السياسي، بل يتعدى ذلك ليضم الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي والمالي وغيرها من الجوانب التي تشكل بنية تحتية أساسية لكل مبدع.

تعاني معظم الدول العربية عدم وجود جانب أو أكثر من جوانب الأمن والأمان، وفقدانهم بهذا الشكل يعني حرمان الشباب العربي من البيئة المريحة التي ستطلق العنان لخيالهم وفكرهم بعيداً عن الهموم التي ترهقهم بسبب سعيهم المحموم وراء أساسيات الحياة.

هل غياب الأمن والأمان هو العامل الوحيد؟

قد يخرج قائل ليخبرنا أن الأمن ليس بالعامل الوحيد لازدهار الحياة وانتشار الأدب والعلم، وهذا صحيح. لكني أقول إن معظم العوامل الأخرى مرتبطة بشكل أو بآخر بالأمن والأمان كعاملين رئيسين.

إن أساس الانفتاح الثقافي والتعلم الدائم، بوصفها عوامل مؤثرة في الإنتاج الفكري والعلمي، هو الاستقرار والأمان!

لم يكن الفراهيدي ليؤسس علم العروض ولم نكن لنقرأ النسخة الأجمل من "حي بن يقظان" التي أبدع بها ابن طفيل لولا الأمن والأمان اللذان سادا تلك الفترة.

ما الذي يحتاجه الشباب العربي إذاً ليخرج لنا المزيد من العلماء والمفكرين؟


يحتاج الشباب العربي إلى نظام بيئي يناسب متطلبات هذه المرحلة، ويستطيع احتضان النتاج الفكري والعلمي كنتيجة حتمية لتوفر شروط الأمن والأمان في المنطقة.

إن الوصول لهذا النظام ممكن باتجاهين، الأول وهو السياسات التي يدعم من خلالها صنّاع القرار تحقيق متطلبات الأمن والأمان في الدول العربية؛ والآخر يكمن في المبادرات على مستوى الأفراد والمؤسسات والتي تساهم أيضاً في تسريع عملية الانتقال والوصول إلى البنية الآمنة في كل دولة.

إن تحقيق متطلبات الأمن والأمان ليس مستحيلاً إن أخذ كل منا كأفراد أو مؤسسات أو كيانات مسؤولية إجراء التغيير اللازم لمنح الشباب العربي فرصة للإبداع والابتكار.

* ماجستير في الاقتصاد السلوكي، سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق