![]() |
عماد حسني |
عماد حسني *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
(الَّذِيْنَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيْمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُوْنَ).
الْأَمْنُ أَعْظَمُ نِعَمِ اللهِ عَلَى الْإِنْسَانِ بَعْدَ نِعْمَتَي الْعَقْلِ وَالدِّيْنِ؛ فَهُوَ النِّعْمَةُ الَّتِي مَتَى تَحَقَّقَتْ لِامْرِئٍ فَكَأَنَّمَا حِيْزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيْرِهَا؛ فَبِهِ يَشْعُرُ بِذَاتِهِ، وَيَنْعَمُ بِلَذَّاتِهِ؛ وَبِدُوْنِهِ لَا تَتَخَلَّقُ الْآَمَالُ، وَلَا تَتَحَقَّقُ الْأَعْمَالُ، وَتَكُوْنُ مَعِيْشَةُ الجُرْذَانِ فِي الْجُحُوْرِ، أَوِ النِّمَالِ تَحْتَ الصُّخُوْرِ. وَلَوْ خُيِّرَ لَبِيْبٌ بَيْنَ الْأَمْنِ وَالْعِلْمِ وَالْمَالِ لَاخْتَارَ الْأَمْنَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا أَمِنَ حَصَّلَ الْعِلْمَ وَالْمَالَ، فَانْقَادَتْ لَهُ الثَّلَاثُ مُذْعِنَاتٍ.
وَلَقَدْ كَانَتِ الْإِنْسَانِيَّةُ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً فَأَجَاءَهَا الشَّيْطَانُ يَنْزَغُ بَيْنَ بَنِيِّ آَدَمَ حَتَّى أَوْقَعَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ، فَسَلَبَتِ الْمَطَامِعُ الْحُقُوْقَ، وَجَلَبَتِ الْأَهْوَاءُ الْعُقُوْقَ، فَصَارَ النَّاسُ فَرِيْقَيْنِ؛ فَرِيْقًا فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيْقًا فِي السَّعِيْرِ.
وَالشَّبَابُ الْعَرَبِيُّ كَالْأَعْجَمِيِّ إِنِ انْطَبَقَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْمَعَايِيْرُ انْطَلَقَ وَأَبْدَعَ، وَالدُّكْتُوْر (أَحْمَدُ
زِوَيل) عَالِمُ الْكِيْميَاءِ الْمِصْرِيُّ الَّذِي حَصَلَ عَلَى جَائِزَةِ نُوْبِل فِي الْكِيْميَاءِ، وَالدُّكْتُوْرُ (مُصْطَفَى السَّيِّد) عَالِمُ الْكِيْميَاءِ الْمِصْرِيُّ الَّذِي حَصَلَ عَلَى قِلَادَةِ الْعُلُوْمِ الْوَطَنِيَّةِ الْأَمْرِيْكِيَّةِ أَعْلَى وِسَامٍ أَمْرِيْكِيٍّ فِي الْعُلُوْمِ نَمُوْذَجَانِ عَلَى ذَلِكَ. وَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرِي مُتَطَلَّبَاتُ الْأَمْنِ ثَلَاثُ بِيْئَاتٍ:
1ــ بِيْئَةٍ حَاضِنَةٍ: تَتمَثَّلُ فِي الْأُسْرَةِ الْوَاعِيَةِ الَّتِي تُقَدِّمُ لِلْمُجْتَمَعِ نَمَاذِجَ بَشَرِيَّةً مُتَّزِنَةً تُؤَثِّرُ فِيْهِ وَتَتَأَثَّرُ بِهِ.
2ــ بِيْئَاتٍ وَسِيْطَةٍ: تَتمَثَّلُ فِي الشَّوَارِع وَالْمَقَاهِي، وَالْمَزَارِعِ وَالْمَلَاهِي، وَدُوْرِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، كُلٌّ قَدْ عَلِمَ مَكَانَهُ، فَعَمِلَ مَا عَلَيْهِ دُوْنَ النَّظَرِ إِلَى الْآخَرِيْنَ، وَإِلَّا قَوَّضَتِ الثَّانِيَةُ بِنَاءَ الْأُوْلَى.
مَتَى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ
إِذَا كُنْتَ تَبْنِيْهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ؟
3ــ بِيْئَةٍ مُرَاقِبَةٍ: تَتمَثَّلُ فِي رَاعٍ قَوِيٍّ أَمِيْنٍ يُطَبِّقُ الْقَانُوْنَ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ الرَّعِيَّةِ، دُوْنَ اعْتِبَارِ لِلْجِنْسِ أَوِ الْعِرْقِ أَوِ الدِّيْنِ كَالْفَارُوْقِ عُمَرَ الَّذِي نَصَرَ قِبْطِيَّ مِصْرَ عَلَى وَالِيْهِ وَقَالَ عِبَارَتَهُ الْخَالِدَةُ (يَا عَمْرُو؛ مَتَى اسْتَعْبَدتُّمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ أَحْرَاراً)؟ تِلْكَ الْبِيْئَةُ تُرَبِّي أَبْنَاءَهَا عَلَى الْعِزَّةِ، وَتَغْرِسُ فِيْهِمْ رُوْحَ الانْتِمَاءِ لَا الانْتِفَاءِ.
فَإِذَا تَوَافَرَتْ تِلْكَ الْمُقَوِّمَاتُ سَلَكَ النَّحْلُ سُبُلَهُ، وَآتَى الشَّجَرُ أُكُلَهُ، فَعُمِلَتْ الْوَاجِبَاتُ، وَحُصِّلَتِ الْحُقُوْقُ فَلَا يَظْلِمُ قَوِيٌّ ضَعِيفاً، وَلَا يَحْسُدُ فَقِيْرٌ شَرِيْفاً، فَتَزُوْلُ الضَّغَائِنُ وَالْأَحْقَادُ، وَيَعُمُّ الْأَمْنُ وَالرَّخَاءُ.
لَا عُذْرَ لِلثَّمَرِ الَّذِي طَابَتْ لَهُ أعْرَاقُهُ أَلَّا يَطِيْبَ جَنَاهُ
* بكالوريوس أدب عربي، مصر
* بكالوريوس أدب عربي، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق