
نواكشوط: أحمد حبيب
عرفت بلاد شنقيط منذ مئات السنين تراثاً علمياً يتوارثه الأجيال، ينتقل على أظهر العيس، في شكل رسائل ووثائق علمية جابت البلاد، تُحمَل ككنوز ثمينة، تُنسَخ ويُنتفَع بها، رفت في المكتبات، تنتشر في أنحاء موريتانيا، كجزء أساسي من تاريخها وتراثها، لتنير بصائر المتعلمين، وتطفئ ظمأ الباحثين، أطلق عليها المخطوطات.
فما المخطوط؟ وما حاله في موريتانيا؟ وكيف يجري الحفاظ عليه؟ وما أبرز التحديات؟
ماذا نعني بالمخطوطات
كلمة مخطوط تقابل كلمة مطبوع، وتعني ما خُط باليد وهو معنى اصطلاحي، لذاك المكتوب المعروف في مكاتب المدن التاريخية الموريتانية وغيرها، وتوارثت الأجيال ما في مضمونه من معارف.كان الأوائل يخطون بأدوات بدائية، صنعت من الشجر لكنها حفظت العلم والتعلم، منها: القلم والحبر الأصفر والحبر الأحمر، صنعت من نوعيات من الأشجار.
الخط الموريتاني منبعه الأندلس وذو مسحة خاصة.
كيفية الحفاظ عليه قديماً
كانت الطبيعة البدوية، تفرض على قدماء الموريتانيين، تغليف المخطوط بالجلود للحفاظ عليه، ومن ثم في صناديق من حديد أو من خشب، وهي طريقة تقليدية ما زالت معتمَدة في أغلب المكتبات في البلاد.![]() |
البشير أحمد مسكه |
وقد ساعدت التقنيات الحديثة في انتشال مخطوطات، ومن أبرز مشاريع الرقمنة التي عرفها هذا التراث الثري، مشروع "الميكروفيلم" الذي صور مطلع الثمانينات أكثر من ألفي مخطوط، وأُتيح تحميلها على الشبكة العنكبوتية.
المعهد الموريتاني للبحث العلمي
المعهد الموريتاني للبحوث العلمية في العاصمة الموريتانية نواكشوط هو مؤسسة خاصة بحفظ المخطوطات، وصيانتها، وتغليفها، ورقمنتها قبل أن تأخذ مكانها في الخزانة التي بها 4500 مخطوط.الأستاذ بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي الطالب أحمد ولد أطوير الجنه يقول لـ"باث أرابيا": "إن المكتبة الموريتانية غنية ومتنوعة التخصصات، من بينها مثلاً كتاب لابن غازي بتاريخ 875 هـ "بغية الطلاب في علم الحساب" داعياً أصحاب المكتبات الأهلية للتعاون مع المعهد في حفظ تراثهم المخطوطي.
مناشدة لإنقاذ المخطوط
يتواصل ضياع هذه الثورة العلمية شيئاً فشيئاً في ظل تحسر الباحثين والمهتمين بالعلم على وضعها؛ ما أدى إلى إطلاق نداء إنقاذ عاجل، لكل الجهات المعنية ومن يهتم بالشأن الثقافي والعلمي.من خلال موقع "باث أرابيا" ناشد الأستاذ الطالب أحمد الحكومة الموريتانية والهيئات العلمية والإسلامية بوضع خطة لإنقاذ ما سماه بجزء كبير من تاريخ البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق