فاطمة الزهراء جمعة: القيم لبنة الهوية العربية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/01/2023

فاطمة الزهراء جمعة: القيم لبنة الهوية العربية

مشاهدة



فاطمة الزهراء جمعة *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

تعرض شبابنا على مدار أعوام عدة إلى تجريف متعمد تارة وغير متعمد تارة أخرى لأثمن شيء يمتلكه ألا وهو هويته العربية، فقد تعالت الأبواق الإعلامية المسموعة والمقروءة لعقود كثيرة في أنحاء العالم أجمع تتحدث بانبهار عن التقدم العلمي والتكنولوجي غير المسبوق الذي حققه العالم الغربي في شتى مجالات الحياة، وهذه حقيقة لا شك فيها، ولكن بطريقة أو بأخرى رُبط هذا التقدم بتخلي الغرب عن المنظومة القيمية والأخلاقية التي كانت تحول بينه وبين الوقوع فريسة للانحلال الأخلاقي.

ومن هنا ظهرت تيارات عدة في مجتمعاتنا تدعو إلى التنصل من قيمنا التي نستمدها من أدياننا السماوية كي نلحق بقطار التقدم الذي يقوده العالم الغربي؛ والعكس هنا هو الصحيح، أي إننا إذا تمسكنا بمنظومتنا الأخلاقية دون تحجر أو تطرف فسوف نقود هذا العالم؛ لما يمتلكه الإنسان العربي من مقومات شخصية متفردة توارثها جيلاً عبر جيل من ذكاء وإصرار وقوة وعزيمة وأخلاق استمدها من الرعيل العربي الأول.

ولنا في دول عدة، لم تتخل عن هويتها، قدوة حسنة، ولم تلحق بركب الحضارة الغربية في تخليها عن القيم الإنسانية ومع ذلك هي في مصاف الدول المتقدمة كاليابان والصين وسنغافورة وماليزيا وغيرها الكثير.

يحتاج الشباب العربي منا أن نوقظ بداخله المارد المسمى بالهوية العربية وذلك من خلال إعداد مشروع متكامل قائم على استخلاص القيم الإنسانية من الدين والتراث العربي، وأضرب هنا أمثلة ليست للحصر لتحقيق ذلك منها:

1- تدريس مادة للقيم الإنسانية المستخلصة من أدياننا وثقافاتنا وتراثنا للمراحل الابتدائية والإعدادية.

2- إنشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي هدفها إرساء القيم.

3- عمل محاضرات دورية في الجامعات والمدارس لتحذير الشباب من خطورة التخلي عن منظومتنا الأخلاقية والقيمية كما فعل الغرب وما آلت إليه الأمور هناك من انهيار للأخلاق والأسرة والمجتمع وانتشار كل أنواع الشذوذ والفسق دونما رادع أو وازع ديني أو قيمي.

وأخيراً أقول إن هويتنا هي شيء أعمق بكثير من الجنسية والعنوان فهي المعنى الحقيقي للوجود في هذا العالم.

* بكالوريوس تربية، مهتمة بالكتابة، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق