![]() |
هدى الغريب |
هدى الغريب *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
إنَّ للقِطعَة النَّقدِيّة وجهينِ، وللباب مصراعين، وللطَّير جناحين، وإنَّ للازدهارِ ركنين،هما الأمن والشَّباب، ولا يكتمل النِّصابُ إلّا بالاثنين؛ الأمنُ والأمان.
لعلَّ معظم شبابنا اليوم تجاوز صورتها النّمطيّة، عسكريّةً أم سياسيّة، إلى صورةٍ فكريّةٍ واقتصاديّةٍ وعاطفيّة.. فالشّبابُ العربيُّ اليوم هَمُّه فرصةُ عملٍ تتنزَّلُ عليهِ كما يحبُّ ويرضى، فبها يرى أمنه الاقتصاديَّ، وحاضِره العلميّ، ومستقبله العاطفيّ.
شباب بعض الدول يهاجرون بأمانيهم رجاءَ أمانهم لعلّهم يجدون سَعَة، فقد ضاقت على رحبِها الأوطان لما غدا العثور على وسيلةٍ لنقلِ الطّالب الجامعيِّ أشبه بالحلم فلَكَم قلت: كَم رجوتُ كُلَّ يومٍ واقِفاً باصَ نقلٍ داخلِيٍّ فيه شاغِر.
والعلم في بعض البلاد على مجانيّته يغدو متعسِّراً في ظلِّ الانهيار الاقتصاديَّ.
وأرى الحلَّ منصّةً خاصّةً بكلِّ جامعةٍ تكون فيها المناهج مشروحةً، فيغدو طلب العلم متاحاً هَيِّناً، وفرص التعلّم لا محدودةً، وبهذا يتحقّق الأمن الفكريّ.
كما أنَّ الشباب يحتاج أمناً شخصيّاً ومساحةً يختلون فيها بأنفسهم؛ لينطلقوا إلى العالم بفكرٍ مبدِعٍ.. هم بحاجةٍ ليروا واقعاً قابِلاً للتّغيير، ومستقبلاً مِلؤه التّيسير، فإن تيسّر لهم سَعَوا؛ ليكون للأجيال المقبلة أمان مثل الذّي كان لهم.
وتختلف متطلّبات الشّباب للأمن في بلدٍ ما عن متطلّباتهم له في غيره؛ فالظّروف ليست واحدةً.. ولعلَّ ما يجمع عليه أكثر الشَّباب هو حاجتهم للأمان العاطفيّ، فمن حلقة الزّواج يبدأ بناء العقد على أسس سليمةٍ، وينشأ النّشء على طريقٍ مستقيمةٍ.. وهذا يتطلّب زوجةً وبيتاً ودخلاً، ويتبادر إلى الذّهن عندما يصبُّ الحديث في بحرِ العزوبيّة والعنوسة، أن تفتتح مشاريعُ برواتبَ مجزيةٍ مخصَّصةٌ لفئة الشَّبابِ المقبلةِ على الزَّواج، تحمل طابع العمل الاقتصاديَّ والخيريّ، وهذا الذّي ينهضُ بالأمّة اليومَ وأبدَ الدَّهر.
ودور الإعلام أن يفيض علينا بسيرِ قدواتٍ شابّةٍ أفلَحَت، وحلولٍ لمشاكِلَ تناهت وما انتَهَت، أملًا في أن يبلغ الشَّباب حلمه، قبل أن يبلغ الكتاب أجله.
وفي الختام، نجد أنَّ الأمنَ والشّباب وجهانِ لعملةٍ واحِدة، هي الازدهار والاستقرار وإنَّ الدّيار إذا مَنَّت وأمَّنَت، حُقَّ على شبابِهَا رَدُّ الجميلِ ما طلعت شمسٌ وما غربت، وهذا يبني وطناً، وحلماً وأملاً، وجيلاً بَطَلاً.
* طالبة جامعية تخصص أدب عربي، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق