عائشة سميح: ما بين الروح والجسد.. الإنسان أكثر شيء جدلاً - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/01/2023

عائشة سميح: ما بين الروح والجسد.. الإنسان أكثر شيء جدلاً

مشاهدة


عائشة سميح

عائشة سميح *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

بين النور والظلام، الهدى والضلال، الخيروالشر، الاستقامة والهوى، نفس لوامة وأخرى أمارة بالسوء.. خلق الله الإنسان من سلالة من طين أودع فيه النقيضين؛ طاقة الخير والشر، ثم حمله الأمانة ليختار إما أن يرتقي في عليين، وإما أن ينحدر، فيرد إلى أسفل سافلين، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأعطاه الإرادة والجسد كأدوات لتأدية هذا الاختبار، وكل منا مخيرفي طريقه في هذا العالم، ومسؤول بشكل كلي عن جميع أقواله وأفعاله إلا في حالة فقدانه للعقل.. فإنه قد رفع عنه القلم لأنه أصبح مسلوب الإرادة.

الله سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون العظيم بما فيه من جمال وأسرار وإبداع لا مثيل له. وإذا تأملنا قليلاً في هذا الكون، لرأينا من الإتقان والجمال والغموض ما يعجز عقلنا عن إدراكه وتفسيره، وما زلنا بشتى الطرق نحاول استكشاف ولو جزء بسيط من أسرار هذا الكون، ويزداد إدراكنا يوماً بعد يوم بجهلنا، والله اصطفى الإنسان دوناً عن كل المخلوقات وكرمه، وأسجد له الملائكة، وسخرله الأرض والشمس والقمر وسائر المخلوقات طوعاً له. وعلى الرغم من عظمة هذا الكون وتنوع مخلوقاته؛ ما عرفناه وما لم نعرف، يظل الإنسان لغزاً لا يمكن حله أو تفسيره.. وأكثر شيء جدلاً.

وأعتقد أن ما جعله أكثر شيء جدلاً هو الروح التي تسكنه، فلقد نفخ الله تعالى فيه من روحه، إن مجرد فكرة أنه ثمة وجود إلهي في أرواحنا تجعلنا نشعر بالعظمة، وتنتقل بعقولنا وأرواحنا إلى مرحلة روحانية لا يمكن تفسيرها.. إن ما ميز آدم عن سائر المخلوقات هو الوجود الإلهي في روحه أولاً، والعلم ثانياً.. فالعلم والروحانية هما الأسرار التي أودعهما الله في الإنسانية والفطرة السليمة التي ُفطر عليها آدم وسائر البشرية، وإن أي خلق أو قيمة عظيمة فهي مستمدة من وجود الله في ذواتنا، وأنه أنزل لنا القرآن دستوراً وهوية، وبعث لنا الأنبياء لنتذكر، ولا نضل الصراط المستقيم الذي ارتضاه لنا.

* طالبة جامعية تخصص جرافكس ومالتيميديا، اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق