ياسين مجاهد: الحرية والإبداع في واقع الشباب العربي - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/29/2023

ياسين مجاهد: الحرية والإبداع في واقع الشباب العربي

مشاهدة


ياسين مجاهد

ياسين مجاهد *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

لا يستطيع الإنسان أن يظل إنساناً صالحاً ما لم تتهيأ له البيئة المناسبة، فعلی الظروف أن تكون مُثلی لتستمر حياة الفرد بشكل طبيعي، وإلا فهي أدعی للفوضی والعشوائية منها إلی الاتزان والمثالية.

إنّ العثرات التي تحول دون تحقيق الشباب العربي الحد الأدنی من طموحاته وأهدافه لا تكاد تحصی، إلا أنّ فوبيا المجتمع تظل أكثرها تأثيراً، فالشباب العربي، بطبيعتِه الاجتماعية، مازال وثيقَ الصلة بمحيطه ومجتمعه الأكثر تقليديةً وبساطة، الأمر الذي يحدُّ من إبداعه، إن لم يقتل في نفسه الرغبة في التميز والفرادة والتفكير خارج هذا الصندوق الاعتيادي.

إن إبداع الشباب العربي يظل مرهوناً بالحد الذي يمنحه واقعه من التعبير عن ذاته وهويتِه، فالبيئة الآمنة تعد المكان الصالح لتكوين الشباب النموذج، فيمضي طليقاً من كل قيد إلا قيد الخُلُقِ، متحرراً من قبضة الخوف والقلق علی مستقبلِه وحياتِه، فهو لا يحتاج، أحياناً، أكثر مِن هذا الحق؛ لينتج ويصنع ويبرز ويجتاز بثبات عثرات الطريق.

ولله در القائل:

أطلق جناحي وفكّ القيد عن عنقي
وافتح ليَ الباب ثم انظر بعدُ كيف تری

أيّ إنّ حاجة الشباب ما يؤمِّنُ له عيشه الكريم، وحرية تعبيره هو ما يجعله يحترمُ وجودَه ويقدرُ أهميته ويعتزّ بنفسه ومجتمعه ويعزز فرصه للنجاح.

إن القوانينَ التي تتحكم بقرار الشباب العربي قد شكلته علی نحو بائس حقاً، جعلته شباباً استهلاكياً مفرغاً من مضمونِه، فما المُنتظر من إنسان يعيش تحتَ رحمة القوانين الصارمة، للحد الذي يدفعه قسراً لقمع جموحه وكبح رغباته وإحراق أوراقِه والذوبان في القالب العام؟

متی تفهم بعض مجتمعاتنا العربية أنّ شبابها لا شيءَ دونَ أمنِه وأمانه؟ وأن منح هذه الشريحة العريضة من تشكيلتها الديموغرافية حقها في العيش بأمان روحي وغذائي واقتصادي لا يعود بالنفع والمجد إلا علی الأمم والشعوب؟ وأنّ القمع والترهيب وسائل لا تهذب أخلاق الشباب بالقدر الذي يحطمه ويهدر طاقاته وجلّ حياتِه في الفراغ والتبعية والاستهلاك!

مؤسف جداً أن يصيرَ أمن هؤلاء المبدعين ومن لم يعودوا يرغبون في الإبداع من شبابنا العربي هو أقصی أمنياتِه، تلك التي لا تتحقق فضلاً عن تحقيق أهدافه وتطلعاتِه.

* مدرس عربي، كاتبٌ ناشئ، اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق