![]() |
سعاد ولحسن |
سعاد ولحسن *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
"ديرو النية" هكذا ألفنا أثيرها خلال هاته الحقبة التاريخية التي عشناها معاً ونحن في لهفة على شرفات المقاهي الشعبية على أمل أن يتأهل منتخبنا الوطني، هي النية التي فقدناها منذ العام 1986، ثم أحياها الرگراگي اليوم وقد آتت أكلها ضعفين.
كنا نتوقع خسارة المغرب أمام كرواتيا منذ بداية المباراة الأولى، إذ إن هذا ما تعودنا عليه منذ نعومة أظفارنا، حيث يتأهل المنتخب المغربي لكأس العالم ثم يرجع خائباً عند بداية دور المجموعات، فنبدأ في شتم المدرب والاستياء من حالة البلاد المزرية، وكأن لكرة القدم يداً في ما يقع من فساد، وكأنها رفعت من أسعار المشتريات والمحروقات، ثم منحت زمام الحكم لغير أهله.
إن وليد الرگراگي، هو البطل الذي استصغرناه وكنا على شفا حفرة من تكرار الجملة الشهيرة "الرگراگي ارحل"، كما فعلنا مع من سبقوه كخاليلوزيتش وغيره، لكن وبعد الظفر على كل من بلجيكا وكندا، ذهلنا من زئير أسود الأطلس ومن حذق الرگراگي، إذ بدأنا في تصديق مقولة "ديرو النية". ثم بعد الانتصار على إسبانيا اعتنقنا تلك النية. بيد أن مباراة البرتغال وتضعضع رونالدو جعلتنا كمغاربة نؤمن حقاً بأن المستحيل ليس مغربياً، ولأول مرة في تاريخ المونديال، دولة عربية، مسلمة تصل لهذا المستوى وتجعل دموع رونالدو تنهمر.
إن الرگراگي الصنديد المقاتل، لم يكن حذقاً فقط ليخطط للانتصار، بل إنه لمَّ شتات أمة متشرذمة، لقد وحَّد قلوب المغاربة والعرب وجعلنا نتمسك بوجودنا في الحلم.
الرگراگي الوطني الذي أبان عن علو كعبه ووطنيته اللا مشروطة، وعن إخلاصه للمهمة التي تولاها. إنه جعل المغرب محفوراً في ذاكرة العالم، فضلاً عن إسهامه في تغيير نظرة الغرب الدونية تجاه العرب. اليوم ونحن نحتل المرتبة الرابعة عالمياً ولأول مرة في تاريخ المغرب وتاريخ العرب، إننا نقف إجلالاً واحتراماً لمعلمنا وليد الرگراگي "مول النية".
* بكالوريوس أدب إنكليزي، مترجمة، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق