أمل توكل أحمد: الأمْن النَّفْسيّ ينْبُوع الْحَياة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/29/2023

أمل توكل أحمد: الأمْن النَّفْسيّ ينْبُوع الْحَياة

مشاهدة
أمل توكل أحمد

أمل توكل أحمد *

(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)

الشبابُ بُناةُ الوطنِ، نواةُ المجتمعِ وأملُ المستقبلِ، لذلك مِن الجدير بالذكرِ تَسليط الضوء على مقومات الحياة للشباب التي من أهمها الأمن النّفسيّ الذي يتضمن "شعور الفرد بأنّه محبوبٌ، مقبولٌ و مُقدر من قِبل الآخرين، وندرة شعوره بالخطر والتهديد، وإدراكه أن الآخرين ذوي الأهمية النّفسيَّة فِي حياته [خاصة الوالدين] مستجيبون لحاجاتهِ ولرعايتهِ وحمايتهِ عند وجود الأزمات".

يَبدأُ مسارُ الأمن النّفسيّ للشباب من الأسرةِ في تهيئة الظروف الدَاعمة مِن خلال وَضع اللبنة الأساسية من غرس القيم وتعاليم الدين منذُ نعومة أظافرهم لبناء عَقلية وَاعية مُثقفة تخدم الْوطن، عبر تشييد الإيمان فِي نفوس الأبناء بحكمة خَلْقِ البشرية وأن الإنسان لمْ يُخلَق عبثاً وكل منّا خُلِقَ وله دوره، وعبر السعي لتوضيح المقصود بالحلم وكيف يتحول لهدف ملموس، جهود الأهل على مساعدةِ أبنائهم في اكتشاف نقاط قوتهم ومواهبهم، تنمية عقولهم ومعالجة جوانب الضعف بالاحتواء والدعم والتدريب على مواجهة الغد وحسن التوجيه الذي يساعد على اكتشاف شخصيتهم وشغفهم.

لا نتغافلْ عن دورِ مؤسسات الدولة في مهمة تحقيق الأمن النّفسيّ لدى الشباب التي لا تقل أهمية عن دور الأسرة، هذه المهمة كمهمة الزراعة المبكِّرة الخصبة التي تجلب لنا حصاداً نافعاً يعود على الأمة ككل.

تحقيق الأمن النّفسيّ وانعدامه كما الفرق بين الأرض المثمرة والصحراء الجافة، الفرق بين إنسان متوازن سَوِيّ، متوافق نفسيّاً، مُتكيِّف اجتماعياً لديه رُؤية مستقبلية وقابلية للإنتاجِ والعملِ، وبين إنسان مُضطرِب عِبْء على المجتمعِ يعاني من صعوبة مواجهة الحياة بِعوائقها، يميلُ إلى منطقةِ الراحةِ وأحلامِ اليقظةِ.

فِي الواقعِ، بعض البيوت والمجتمعات غير مُدْركة لضرورةِ إشباع الأمن النّفسيّ، ولكنْ ما زالت الفرصة موجودة من بدايةِ إدراكنا لأهميتهِ والإيمانِ به على أنْ نُطَبّقه على أنفسنا مهما كانت أرقام أعمارنا ومهما كانت المرحلة التي وصلنا إليها، وَنْطبّقه على الجيل القادم بِقدر المستطاعِ.

لا نضطهد الآباء إطلاقاً بالتقصير أو بإلقاء اللوم عليهم؛ لأننا في الحقيقةِ نحنُ نلتَمس أعذار وقوعهم في الفخ نفسه من غِياب التوجيه من السَلَف، الوَعي غير الكَافي وعدم توافر أساليب التربية الحديثة كمَا الْحال الآن.

* بكالوريوس علوم سياسية واقتصاد، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق