13 فبراير.. العالم يحتفل باليوم العالمي للإذاعة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/12/2023

13 فبراير.. العالم يحتفل باليوم العالمي للإذاعة

مشاهدة


باريس: فابيولا بدوي

تظل الإذاعة إحدى وسائل الاحتفال بالإنسانية بكل تنوعها، كونها تشكل منصة للحوار الديمقراطي الحريص على التعددية والانفتاح. 

وعلى المستوى العالمي، تظل الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشاراً، وتتمتع حتى يومنا هذا بقدرتها الفريدة على الوصول إلى جمهور واسع وتشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وخلق ساحة للجميع للتعبير عن آرائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم. 

بشكل عام ينبغي أن تخدم محطات الإذاعة المجتمعات المختلفة، وأن تقدم برامج ووجهات نظر ومحتوى يتسم بالتنوع وأن تعكس هذا التنوع الجماهيري في مؤسساتها وبرامجها

منذ العام 2011 أعلنت منظمة اليونسكو ومقرها باريس الثالث عشر من شهر فبراير من كل عام يوماً عالمياً للإذاعة، وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم في العام الذي تلاه 2012. ويتمثل موضوع الدورة الثانية عشرة لليوم العالمي للإذاعة تحت شعار "الإذاعة والسلام".

وبحسب اليونسكو فإنه في وسع الإذاعة تأجيج الصراعات بالفعل، لكن الإذاعة المهنية تسعى إلى التخفيف من حدة النزاعات أو التوتر أو كليهما ومنع تصعيدهما، أو إلى إقامة الحوار في سبيل المصالحة وإعادة الإعمار. 

وتوفر التقارير الإخبارية المستقلة والبرامج الإذاعية الملائمة، في حالات التوتر القائمة بعيداً أو محلياً، أسساً لممارسة الديمقراطية المستدامة والحكم الرشيد، وذلك من خلال جمع البيانات بشأن الأحداث الجارية وإعلام المواطنين بها بعبارات محايدة ومستندة إلى الحقائق، وشرح ما هو على المحك، والاضطلاع بدور الوسيط في الحوار بين مختلف فئات المجتمع، لذا فإن دورها لكبير جداً، لأنه (لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام).

لذا لا بد من اعتبار دعم الإذاعات المستقلة جزءاً لا يتجزأ من عملية إرساء السلام والاستقرار. وتُبرز اليونسكو مسألة استقلال الإذاعة بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة لعام 2023 باعتبارها عاملاً أساسياً من عوامل منع نشوب النزاعات وبناء السلام.

وتأتي أهمية تخصيص يوم عالمي للإذاعة كونها طبقا لرؤية الأمم المتحدة، لا تتمحور فقط في كون التقارير الإذاعية العاجلة هي التي تسهم في منع نشوب النزاعات وفي بناء السلام، بل تحلي العاملين المهنيين في الإذاعة بالمسؤولية أمام المواطنين، وتحققهم من الحقائق، وتوخيهم الدقة، وتقديمهم للتقارير المتوازنة، واضطلاعهم بالتحقيق الصحفي لإعداد كل ما تبثه الإذاعة من برامج ونشرات إخبارية. 

ويعزز تجرد الإذاعة من أية عوامل تأثير تجارية أو عقائدية أو سياسية على دور الإذاعة باعتبارها وسيلة لتحقيق السلام. فضلاً عن ذلك، تعزز مختلف تقنيات التعاون بين مبرمجي البرامج الإذاعية ثقافة الحوار من خلال البرامج والأساليب التي تنطوي على المشاركة مثل المكالمات الهاتفية والبرامج الحوارية ومنتديات المستمعين، والتي تعطي المستمعين الفرصة لمناقشة المسائل المطروحة وتناول المسائل الخلافية بطريقة ديمقراطية عبر الأثير.

هكذا تسهم الإذاعة المهنية المستقلة في تعزيز الديمقراطية وتوفر أساساً لإرساء السلام الدائم، لذا ينبغي تعزيز إدراج الإذاعة في الاستراتيجيات الرامية إلى منع نشوب النزاعات وإلى بناء السلام، والتركيز على دعم الإذاعة في إطار المساعدة المقدمة في مجال الإعلام.

ويذكر هنا أن شبكات التواصل الاجتماعي قد بات لها إذاعات خاصة تتنافس مع صحافة المواطن التي تمتلئ بها صفحات التواصل المكتوبة والمرئية، وأن هذه الإذاعات قد باتت تحظى بعدد كبير من المستمعين يصل إلى مئات الآلاف، وغالبيتهم من الشباب الذي يجدون فيها تعبيراً عن أنفسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق