توجه إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، لربه باحثاً عن الإله الخالق وهو في عمر الشباب، خاض البحث عن الوحدانية والحنفية في مقتبل العمر، وتميز بالشجاعة وناصب قومه العداء بتكسير ألهتهم {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}[الأنبياء:60].
وأصحاب الكهف هؤلاء الفتية الذين أخلصوا الدين لله وهاجروا بدينهم وآووا إلى الكهف؛ ليجعل الله منهم آية وعبرة للعالمين وذكرى للبشر؛ بأن ألبثهم في كهفهم قروناً من الزمان ثم أحياهم {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}[الكهف: 13].
وللرسول، صلى الله عليه وسلم، أثر كقوله "اغتنم خمساً قبل خمس: "شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
"إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست به صبوة"." إن الله يحب الشباب الذي يفني شبابه في طاعة الله" البخاري "من يدخل الجنة ينعم، لا ييئس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه" مسلم. قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسامة بن زيد على جميع الأنصار وكبار المهاجرين على حداثة سنه، وعتاب بن أسيد ولاه مكة وبها أكابر قريش، وعبدالله بن عباس على جلالة قدره وحفظه من العلم.
روي عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، أنه قال: ما بعث الله نبياً إلا شاباً، ولا أوتي العلم عالم إلا شاباً، ثم تلا هذه الآية: (وآتيناه الحكـم صـبيا)، وقال جل شأنه: (إنهم فتية آمنوا بربهم) وقال جل من قائل: (وإذ قال موسى لفتاه).
تلك الحيوية البدنية والحماسة النفسية، وهما من مقومات مرحلة الشباب، تدفع الشباب لخوض الصعاب، تذليل العقبات، وتحدي المعوقات.. مما يميز تلك المرحلة أنها سنام عمر الإنسان. انسياق الشباب بعاطفة في تلك المرحلة يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في المحذور والمحظور، مدفوعين بعاطفتهم التي تؤخر العقل وكما قال القائل "الشباب شعبة من الجنون".
وكثيراً ما ترافق عادات تلك المرحلة صاحبها لبقية عمره. فغالباً يكتسب منها أسوأ عاداته ويحاول في بقية العمر معالجة تلك التراكمات الشبابية، وتلك الفترة مصحوبة بالعثرات والسقطات، وجدير بالشاب الحرص على دينه ونفسه من اندفاعات الشباب، وكما قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "إياك وعثرة الشباب" (مستدرك الحاكم).
من لطائف تلك المرحلة التشبث على أمر والشغف بعمل ما. وتتوجه همة الشاب حسب توجهه الوجداني فمن يحب الرياضة تجده صبوراً عليها ومن يهوى العمل الخيري تجده لا ينفك عنه دونما ملل أو إرهاق وكما قال عطاء الخراساني: "طلب الحوائج من الشباب أسهل منه من الشيوخ" (حلية الأولياء:5/196).
* ماجستير قانون، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق