نسمة أبو النصر: غرفة المستقبل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/24/2023

نسمة أبو النصر: غرفة المستقبل

مشاهدة


نسمة أبو النصر *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

إن أسوار العلم شامخة وأسراره عميقة، ولا تتقدم البلاد بدونه؛ فما يفعله العلم لا يوجد في سواه، لذلك يجب الاهتمام بالحركة التعليمية، والتي تأتي بداية العمل بها عند نهاية بوابات التعليم العالي، والذي يحتاج إلى مزيد من التطور والإبداع لمواكبة متطلبات العصر.

تأتي البدايات مُحمَّلةً برؤيةٍ مستقبلية، ولذلك من الضروري أن نمنح بداية التعليم العالي فرصة التَطلُّع العملي إلى المستقبل؛ من خلال العمل على إنشاء غرفة تُعرف باسم "غرفة المستقبل" في كل كليةٍ؛ لتتبنى فكرة تكوين جماعات طلابية تقتحم المجال العملي، ومن خلالها يتعين بعض المسؤولين لتنظيم طريقة العمل؛ بحيث تتضمن الخطة أن يدفع كل طالب مبلغاً زهيداً يُسهم به في بناء رأس مال كبير مع زملائه.

يُقدِّم الطلاب المشتركون خطة لمشروعاتهم وتطلعاتهم، ومن الأفضل أن تكون في مجال دراستهم لتنمية الدافع التعليمي؛ فالسعي لفهم أدوات العمل تحت مِظلّة التعليم من شأنه أن يرفع أمجاد العلم عالياً، مع الاستعانة بكبار المسؤولين في مختلف المجالات، وعمل دورات تدريبية لكيفية تنفيذ الأفكار وتقديم البدائل في حال تَعثُّر إحدى الأفكار، ثم البدء في التنفيذ العملي بجانب الدراسة.

يجب توزيع المهام بشكل لا يظلم الدراسة ولا يُنهي خطة المشروع، ومن الضروري تقديم العديد من المقترحات وتكوين جماعات متكاتفة لكل مشروع؛ بحيث يعمل كل طالب في مجال يخدم شغفه ويُنمّي مَلَكات الإبداع بداخله.

وبما أننا دخلنا غرفة المستقبل؛ فمن الضروري كذلك التوجه إلى صناعة غرفة أخرى للإبداع؛ فهناك العديد من الطاقات الإبداعية المهدورة التي لا تجد مَن يضع قدمها على بداية الدرج كي تُكمل مسيرتها، ولا يتنافى الإبداع مع العمل؛ حيث إن المبدع في أي مجالٍ يستطيع أن ينطلق بمشروعه الخاص من خلال إبداعه، وبذلك يصبح هناك جانب لمشروعاتٍ فردية في غرفة المستقبل، وربما تكون جماعية كذلك في مجال إبداعي مشترك.

إن التعلم العملي خطوة أساسية لا غنى عنها من أجل تطور التعليم، كما أنه حافز للتَقدُّم الدراسي والسعي دائماً إلى التفوق، وبناء أجيال قادرة على التحدي، وخوض زمام التجارب العلمية العملية بقوةٍ وثبات.

* بكالوريوس ألسن، تخصص لغة إسبانية، كاتبة ومترجمة، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق