![]() |
رانية المرابط |
رانية المرابط *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
هنا الوطن العربي؛ حيث يمتلك الجميع معركة استثنائية فردية تخصه وحده، معركة ضد الموت، أو بالأحرى معركة للوصول إلى الموت بأكثر الطرق أماناً؛ في زمن يعترف بأن الغاية تبرر الوسيلة، في زمن الثورة الرقمية التي أغوت الشاب العربي في طليعة ظهورها، معلنة حرباً باردة ضد أمنه وحقه في الخصوصية، وأظنها انتهت بمحاصرة الشباب في الشبكة العنكبوتية؛ أو ستنتهي على هذا الحال قريباً.
إن ما آل إليه العالم في ظل سيطرة الدكتاتورية الرقمية لا يبعث أي بشر للمجتمع العربي في المقبل من أيامه، إذ إن الملامح الافتراضية طغت على هويته الواقعية؛ فأصبحت العلاقات تمارس عن بعد، وفقدنا حقنا في الحميمية، لكن ما يثير القلق بحق؛ هو تجاوب الشباب العربي مع النظام الافتراضي؛ أو نظام البيغ داتا بكل ارتياح وانخراطهم براحة لا تشوبها شائبة في عالم رقمي يسعى للقضاء على الحياة الخاصة عبر تكنولوجيا الاستهداف الفردي التي تستدرج كل فرد بذاته؛ ليقف عارياً شفافاً أمام قدر المعلومات التي خلفها وراءه أثناء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو أثناء النقر وحسب، وبذلك يصبح الابتزاز لعبة سهلة في متناول هذا النظام؛ مع توفره على ملف كامل يحمل تفاصيل حياتك، ظروفك الصحية، وعاداتك الاستهلاكية، وقد يصل الأمر إلى ذائقتك الشخصية أيضاً.
الشاب العربي لم يستطع أن يدرك جدية الوضع بعد، لازال هائماً في سكرة النظام الرقمي الذي يفعل كل ما يفعله بذريعة الحفاظ على الأمن الجسدي والحصول على حياة أطول أمداً، لكن أين هو موقع الأمن الإلكتروني من كل هذا؟ ما زال الشاب العربي معتقداً أن التكنولوجيا تخدم مصالحه وتلبي متطلباته بما يتوافق مع عصر العولمة؛ في حين أنها تتجه لمقايضة حريته واستقلاليته بوعود واهية بحياة آمنة وأكثر رفاهية.
الوطن العربي بحاجة إلى أن ينير لشبابه الظلام الذي تنزح فيه المنظومة الرقمية، وأن يجعلهم أكثر وعياً بأمنهم الإلكتروني كي لا يصبح الشاب العربي ضحية، كي لا يصبح ملفاً.
* خريجة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، المغرب
الشاب العربي لم يستطع أن يدرك جدية الوضع بعد، لازال هائماً في سكرة النظام الرقمي الذي يفعل كل ما يفعله بذريعة الحفاظ على الأمن الجسدي والحصول على حياة أطول أمداً، لكن أين هو موقع الأمن الإلكتروني من كل هذا؟ ما زال الشاب العربي معتقداً أن التكنولوجيا تخدم مصالحه وتلبي متطلباته بما يتوافق مع عصر العولمة؛ في حين أنها تتجه لمقايضة حريته واستقلاليته بوعود واهية بحياة آمنة وأكثر رفاهية.
الوطن العربي بحاجة إلى أن ينير لشبابه الظلام الذي تنزح فيه المنظومة الرقمية، وأن يجعلهم أكثر وعياً بأمنهم الإلكتروني كي لا يصبح الشاب العربي ضحية، كي لا يصبح ملفاً.
* خريجة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق