![]() |
منه الله السيد كامل |
منه الله السيد كامل *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
الأمن والأمان من أهم متطلبات الشاب العربي الذي يبحث عن السلام النفسي، وقد أشار رسولنا الكريم إلى ذلك المعنى من قبل في قوله ﷺ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).
والملاحظ أن (الأمن) هو أول ما أشار إليه رسولنا الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، في هذا الحديث الشريف؛ ما يؤكد عظم أهميته في استقرار حياة الإنسان، والأمن الذي وردَ في الحديث الشريف غالباً ما نتمتع به ونحياه في أوطاننا؛ لكن حاجة الإنسان إلى الأمن والأمان غالباً ما تتفاوت من شخص لآخر، كل حسب احتياجه وطموحه وأولوياته.
فمن أهم المتطلبات الإنسانية، خصوصاً لدى الشباب الذي يطمح لمستقبل يرسمه في مخيلته مما يزيد حاجته لتأمين هدفه، الحاجة إلى الأمان المادي، فالأمان بالنسبة لذلك الشخص متمثل في جمع الثروة، وقد يظن بعضهم أن الأمان بالنسبة له متمثل في الجاه والمنصب، وقد يكون الشاب العربي في حاجة إلى الأمان الأسري ودفء العائلة وحمايتها، وبعض الشباب يبحث عن الأمان في حرية التعبير عن رأيه، فالكلمة هي سلاحه الفتاك الذي يشهره في وجه أعدائه ولا يبالي المخاطر التي يتعرض لها في سبيل ذلك.
ومن هؤلاء عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، فشجاعته في قول الحق أودت به إلى دخوله السجن ونفيه خارج البلاد ولم يرهبه ذلك، ولم يكف يوماً عن مبارزة أعدائه بسن قلمه، كما نراه لم يستمسك بالوظيفة الحكومية بل تخلى عنها في مقتبل شبابه، ولم يتزوج طيلة حياته، كذلك لم يسع يوماً لمنصب أو جاه أو لقب، فنراه يرفض منحة الدكتوراه الفخرية ورضي بالكسب القليل من سن قلمه الذي لم يتملق يوماً صاحب جاه أو سلطان.
هذا النموذج الإنساني رأى أمانه في الكلمة فتبناها واستغنى بها فأغنته وحفظت له الجميل وأوصلته إلى أعلى مراتب السمو والرفعة وجعلت منه عملاقاً للأدب العربي، كل ذلك يوضح لنا تفاوت الشعور بالأمن والأمان من شخص لآخر، كل حسب تركيبه الفسيولوجي وطريقته في التفكير ونظرته للأمور.
* بكالوريوس أدب عربي، مدرّسة، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق