جسر شهارة.. أقدم جسر معلق في الجزيرة العربية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/10/2023

جسر شهارة.. أقدم جسر معلق في الجزيرة العربية

مشاهدة
مدينة شهارة التاريخية

صنعاء: محمد الحميري 

تتبع مديرية شهارة لمحافظة عمران اليمنية وتقع في شمال المحافظة، وإلى الجهة الغربية للعاصمة صنعاء.. وتتألف مديرية شهارة من قرى عدة متناثرة على قمم جبلية شاهقة تعانق السحاب، مما جعل المؤرخون يطلقون عليها لقب عجائب اليمن، ومركزها مدينة شهارة التاريخية، المدينة الحصينة التي لا يمكن الدخول إليها أو الخروج منها إلا عبر طرق محكمة بين الجبال.. وكل طريق تنتهي بباب يتم الدخول إلى المدينة من خلاله، وعدد أبواب مدينة شهارة ثلاثة: باب"النصر" وباب "النحر" وباب "السود". 

ويعد الملك المشهور "أب كرب أسعد" المشهور "بأسعد الكامل" أول من اتخذ من مدينة شهارة معقلاً له وذلك في (القرن الخامس الميلادي)، كما اتخذها الإمام "القاسم بن محمد" عاصمة لدولته، ومن بعده ابنه الإمام "محمد بن القاسم" الذي قام بناء جامع الهادي الأثري والذي يحوي مخطوطات علمية فريدة. 

تشتهر شهارة بمعالمها الأثرية، والتي أشهرها "جسر شهارة" المعلق، ويعد أول جسر معلق في الجزيرة العربية، والذي يربط بين جبلين تفصلهما هوة سحيقة، ويتميز هذا الجسر بالهندسة المعمارية البديعة والمُعقدة، والذي أصبح معلماً أثرياً شهيراً يمثل وجهة للسياح والزائرين.

جسر شهارة الآثري

تاريخ بناء جسر شهارة

يشير بعض الباحثين في التراث إلى أن تاريخ بناء الجسر يعود إلى ما قبل 400 عام ، بينما يرجع آخرون بناءه إلى العام الهجري 1323هـ، ويبلغ طول الجسر 20 متراً، وعرضه ثلاثة أمتار، بينما يبلغ ارتفاعه ما يقارب 3000 متراً عن قاع الوادي المحصور بين أخدودي جبل شهارة الفيش وجبل الأمير، وقد تم بناء جسر شهارة كرابط بين جبل شهارة الأمير وجبل شهارة الفيش، وذلك بتصميم من قبل الأسطى "صالح اليمان"، والذي أسهم في البناء مبتكراً تقنية هندسية فريدة، مستخدماً الأحجار الجيرية وجذوع شجرة العُتم لتشييده، فقد بنيت جسور عدة جانبية كمرحلة أولى من أسفل الوادي انتهاءً بالجسر الرابط بين الجبلين، والذي مايزال صامداً أمام اختبارات الزمن كمعلم أثري، وقد استغرق بناؤه ما يقارب ثلاثة أعوام.

إحدى طرق مدينة شهارة

دواعي بناء جسر شهارة

برغم التقارب بين قمتي جبل شهارة الأمير وجبل شهارة الفيش المأهولين بالسكان، إذ المسافة بينهما لا تتعدى عشرين متراً، إلا أن الهوة السحيقة الفاصلة بينهما مثلت عائقاً كبيراً أمام تواصل أهلي المنطقتين، مما جعلهم يسلكون طرقاً طويلة تكلف جهداً كبيراً ، ووقتاً طويلاً، إضافة إلى صعوبة نزول أهل قرية جبل الأمير الشاهق إلى أسفل الوادي لوعورة الطريق، مما جعل الأهلي والدولة يفكرون في حل يوفر الجهد والوقت على سكان المنطقتين، ويسهل التواصل ونقل البضائع بين الجبلين، ويسهل على أهالي قرية جبل الأمير النزول إلى أسفل الوادي عن طريق شهارة الفيش، فكان لابد من فكرة تسهل عملية الربط بين الجبلين، حتى جاءت الفكرة الهندسية المعمارية للربط بين جبل شهارة الأمير والفيش من خلال المهندس الأُسطى "صالح اليمان"، والذي تبنت الدوله تكاليف تنفيذها، وقد استغرق بناء الجسر ثلاث سنوات، وبواسطته حلت المشكلة التي ظلت تؤرق الأهالي لفترة كبيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق