![]() |
رسومات لصدام الأديمي |
كان كسمكة سابحة في دنيا الألوان أو بشكل أكثر دقة هو حوت يجاهد لكي لا ينتزع من تلك الدنيا، حارب كثيراً وانتصر في كثير من المعارك، لم يكن يملك الكثير من الإمكانات المادية، كان الفقر أول خصومه، لكنه امتلك روح النضال، وفي المعركة الأخيرة التي يخوضها وحيداً لا يملك إلا عزمه.. بدأ يكيف نفسه مع كل الاحتمالات ليحولها إلى نصر خاص به، فقد قرر ألا يترك فرشاته مهما غلبته الأيام، أمسك بها وهو مغمض العينين ليرسم، فكللت معركته مع الظلام بالنجاح وتجاوز تهديد العمى الذي يؤرق حلمه.. نعم فصدام يبصر بعين واحدة فقط، فالعين الأخرى تعاني من نزيف في الشبكية، لكنه برغم كل الظروف مازال يخوض معاركه وينتصر.
من هو الفنان صدام؟
صدام الأديمي، شاب في العشرينيات من عمره يعيش في محافظة صنعاء يروي لنا قصته مع الفرشاة والألوان، فهو يقضي الأوقات الطويلة منهمكاً في لوحاته مركزاً في تفاصيلها، فاللوحة الواحدة قد تستغرق منه ساعات بل أياماً لإنجازها مقابل وقته الضيق، بدأ الرسم كأي طفل يرسم و"يشخبط" على الأوراق كبر وكبرت معه أحلامه وطموحاته وبرغم انشغاله المتواصل إلا أنه كان يسترق أوقات الراحة لتفريغ الإبداع الكامن بداخله، له رسومات عدة ومختلفة.![]() |
صدام الأديمي |
أقـوى من الظـروف
لم ينعم الأديمي بحياة الرفاهية، فقد توفي والده وهو مايزال في سن مبكرة، ولأنه أكبر إخوته فقد تحمل أعباء الحياة منذ ذلك الوقت، لم ينهِ مشواره التعليمي فقد خرج من المدرسة وهو في الثانوية العامة، وعمل في العديد من المهن التي تمكنه من مساعدة أسرته كمهنة الكهرباء وهندسة السيفرات ما جعله يعيش تحت ضغط عمل مستمر، يحمل معه هم إخوته ومعاناة المرض في عينه، الا أنه كان يخرج للجمهور في الوقت الذي يتيح له الوقت لإنجاز لوحة تبعث معها الحياة للجمهور الذي لا يعلم أن وراء هذا الإبداع ظروفاً جعلته يظهر بهذا الفن اللامحدود.![]() |
مجموعة أعمال فنية لصدام |
![]() |
من أعمال صدام |
وأضاف: "كل أمة إذا أرادت أن تنهض يجب أن تهتم بالموهوبين والمبدعين من الشباب"، كما وجه دعوة لوزارة الشباب والرياضة لتنمية الشباب والنهوض بهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق