بنصف بصر وبصيرة تامة .. "الأديمي" يحقق طموحاته بالألوان - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/07/2023

بنصف بصر وبصيرة تامة .. "الأديمي" يحقق طموحاته بالألوان

مشاهدة
رسومات لصدام الأديمي

اليمن: أمــة الرحمن العفوري

كان كسمكة سابحة في دنيا الألوان أو بشكل أكثر دقة هو حوت يجاهد لكي لا ينتزع من تلك الدنيا، حارب كثيراً وانتصر في كثير من المعارك، لم يكن يملك الكثير من الإمكانات المادية، كان الفقر أول خصومه، لكنه امتلك روح النضال، وفي المعركة الأخيرة التي يخوضها وحيداً لا يملك إلا عزمه.. بدأ يكيف نفسه مع كل الاحتمالات ليحولها إلى نصر خاص به، فقد قرر ألا يترك فرشاته مهما غلبته الأيام، أمسك بها وهو مغمض العينين ليرسم، فكللت معركته مع الظلام بالنجاح وتجاوز تهديد العمى الذي يؤرق حلمه.. نعم فصدام يبصر بعين واحدة فقط، فالعين الأخرى تعاني من نزيف في الشبكية، لكنه برغم كل الظروف مازال يخوض معاركه وينتصر.

من هو الفنان صدام؟

صدام الأديمي، شاب في العشرينيات من عمره يعيش في محافظة صنعاء يروي لنا قصته مع الفرشاة والألوان، فهو يقضي الأوقات الطويلة منهمكاً في لوحاته مركزاً في تفاصيلها، فاللوحة الواحدة قد تستغرق منه ساعات بل أياماً لإنجازها مقابل وقته الضيق، بدأ الرسم كأي طفل يرسم و"يشخبط" على الأوراق كبر وكبرت معه أحلامه وطموحاته وبرغم انشغاله المتواصل إلا أنه كان يسترق أوقات الراحة لتفريغ الإبداع الكامن بداخله، له رسومات عدة ومختلفة.

صدام الأديمي


تجاوز الحدود

انفرد عن غيره من الفنانين والهواة بالرسم مغمض العينين ما جعله يبهر الجميع على المستويين المحلي والعربي، فقد ضمد من خلال أعماله جراح وأوجاع الشعب اليمني وشارك معظم الدول العربية مناسباتهم الوطنية برسوماته ولوحاته الإبداعية، سعياً منه لإظهار الوجه الجميل لليمن على الرغم مما تمر به من ظروف صعبة، وهذا ما ضاعف من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي حتى تخطى عددهم في منصة تيك توك نصف المليون متابع.

أقـوى من الظـروف

لم ينعم الأديمي بحياة الرفاهية، فقد توفي والده وهو مايزال في سن مبكرة، ولأنه أكبر إخوته فقد تحمل أعباء الحياة منذ ذلك الوقت، لم ينهِ مشواره التعليمي فقد خرج من المدرسة وهو في الثانوية العامة، وعمل في العديد من المهن التي تمكنه من مساعدة أسرته كمهنة الكهرباء وهندسة السيفرات ما جعله يعيش تحت ضغط عمل مستمر، يحمل معه هم إخوته ومعاناة المرض في عينه، الا أنه كان يخرج للجمهور في الوقت الذي يتيح له الوقت لإنجاز لوحة تبعث معها الحياة للجمهور الذي لا يعلم أن وراء هذا الإبداع ظروفاً جعلته يظهر بهذا الفن اللامحدود.

مجموعة أعمال فنية لصدام

أفكار متعددة

توالت الأفكار على الأديمي، بعضها ناتج من معاناة واقعية، ففي بداياته كان يرسم على الكراتين نتيجه لعدم قدرته على شراء الأوراق والحبر، فاستغل وجود الكراتين المهملة وأقلام الحبر العادي المتوفر في كل منزل، أما بالنسبة للرسم بالشعر فقد نتجت الفكرة عندما كان في محل للحلاقة وأثناء ما كان ينتظر دوره، زاغ نظره إلى الأرض وظل يترقب سقوط الشعر الأسود على البلاط الأبيض، مما جعل حسه الفني يشكله على هيئة لوحة.. "خرجتُ من عند الحلاق مسرعاً وعدت إلى المنزل أجرب الرسم بالشعر ونجحت"، هكذا قال صدام، ولم يكتفِ بهذا القدر فقد شرع مؤخراً بالرسم مستخدماً أذنه والفحم وغيرهما من الأفكار التي تتوالى عليه كل يوم.

من أعمال صدام
نقتُلهم بالإهمال

يقول الأكاديمي مجيب الرحمن الوصابي: "إننا في بلاد تهمل مبدعها ولا أمل لهذه البلاد في الغد طالما أن الموهوبين والمبدعين فيها يلاقون ما يلقى صدام من إهمال، صدام وغيره من المبدعين والفنانين في بلادنا المنكوبة، ينتظرون دفن مواهبهم قبل أنفسهم، لأننا في حقيقة الأمر ننهي قدراتهم بإهمالنا لهم.

وأضاف: "كل أمة إذا أرادت أن تنهض يجب أن تهتم بالموهوبين والمبدعين من الشباب"، كما وجه دعوة لوزارة الشباب والرياضة لتنمية الشباب والنهوض بهم.

الرسم رسالة للخير والسلام

يعبر الأديمي في رسوماته عن قيم المحبة والخير والسلام، ما جعل الكثير من الناس تحبه وتشجعه معنوياً، وهذا ما دفعه للاستمرار وتقديم أفضل ما لديه؛ لأنه يرى أن محبة الناس هي إحدى المكاسب الثمينة التي جناها من هذا الفن، ويأمل الأديمي أن يصبح فناناً عالمياً وأن يجد من يشجعه ويقدم له الدعم المادي من الجهات المعنية التي مازالت إلى الآن تغض الطرف عن فنه وإبداعه وغيره من المواهب الوطنيه الشابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق