أشجان بجاش: تطوير التعليم العالي منطلق لبناء كفاءات تلبي احتياجات سوق العمل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/23/2023

أشجان بجاش: تطوير التعليم العالي منطلق لبناء كفاءات تلبي احتياجات سوق العمل

مشاهدة


أشجان بجاش *

(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)

يعد التعليم الركيزة الأساسية لبناء ونهضة المجتمعات، وبه ومن خلاله يقاس تقدم الأمم أو تخلفها. ومن أكثر أنواع التعليم أهمية؛ التعليم العالي الذي يحتوي أكثر الفئات إنتاجاً وحيوية وهم فئة الشباب، في نضجهم العقلي والذهني، وفي كامل طاقتهم للإبداع والعطاء، وفيه يجري تأهيل الكفاءات والقيادات التي يناط بها إدارة الدول والمجتمعات في مختلف المجالات.

ووفقاً لهذه الأهمية فإن تحديث برامج وأنظمة التعليم العالي تستدعي أن تكون مدروسة ومنظمة، وملبية للاحتياجات، تضمن كفاية البنى التحتية لإنشاء مراكز ومعاهد عليا وجامعات مجهزة بالمتطلبات التعليمية كافة، إلى جانب إعداد مناهج حديثة تواكب تطورات العصر، وتأهيل الكادر الأكاديمي وتجديد نشاطهم، لربط أدائهم بالمتغيرات الجديدة في أسلوب التعامل مع الواقع العلمي والعملي الذي يتطلبه سوق العمل من المخرجات التعليمية.

ومن أولويات تطوير التعليم العالي ربطه بالتكنولوجيا الحديثة، خاصة في ظل الثورة التقنية وآخرها تقنيات الذكاء الاصطناعي الهائلة، والتي لا تزال مجتمعاتنا العربية للأسف بعيدة عنها، كما لا يزال بعضهم غير متقبل لها كأمرٍ واقع في ظل تحول العالم إلى قرية كونية تتأثر وتؤثر فيها الثقافات المختلفة، التي تجاوزت الحدود الجغرافية لتفرض واقعاً جديداً يستدعي أيضاً أن يشمل التطوير؛ القدرة على المواءمة في التعامل مع هذه التكنولوجيا والانفتاح المعرفي، مع الحفاظ على الثوابت والهويات، وتسويق قيمنا وحضارتنا العربية لإزالة الصورة الذهنية المغلوطة التي تصور مجتمعاتنا العربية كلصيقة للتخلف وبؤر للصراع.

إن التعليم العالي سواء في مرحلة البكالوريوس أو برامج الماجستير والدكتوراه في حاجة ماسة أيضاً لتوفير فرص مجانية التعليم، إذ إن تعقيدات التكاليف الباهظة أعاقت حركة التجديد في العمل الأكاديمي والبحثي، وأعاقت مقومات الابتكار والإبداع، وترتب عليها عزوف الكثير من الطلاب المبدعين والنوابغ عن التعليم.

ولا يمكن تحقيق التطوير المطلوب إلا من خلال الإرادة الجادة على المستويين الرسمي والمجتمعي، فالعرب لديهم القدرة على الإبداع إذا ما توافر لهم ذلك، ورحم الله العالم الراحل أحمد زويل الذي لخص وضعنا العربي بقوله: «الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل!».

* بكالوريوس إعلام، صحافية، اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق