مختار شداد |
مختار شداد *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
يشهد عالمنا اليوم تقدماً كبيراً، خاصة في المجتمعات الغربية، يأتي ذلك بسبب التنافس الكبير على ابتكارات جديدة، وفي كل مرة يولد ابتكار جديد يذهل العالم، ويذهلنا نحن في الوطن العربي أكثر من غيرنا، هذه حقيقة لا شك فيها، فنحن في العالم العربي منذ زمن أصبحنا مستهلكين لما يُنتَج في الدول المتقدمة، وبات الكثير من الشباب يحلمون في الهجرة إلى تلك الدول من أجل التعليم، هنا يبرز سؤال مهم، لماذا كل هذه الجموع الغفيرة من الشباب تلتحق بالتعليم العالي للدول المتقدمة؟
إجابة هذا السؤال تكمن في جودة ومعيار التعليم العالي في الدول العربية، وعند النظر إلى ذلك نجد أن معظم الجامعات في الدول العربية وإن حاولت مجاراة التعليم في الجامعات الغربية إلا أنها ما زالت متأخرة عنه بكثير، أولاً من حيث المناهج، هذا الأمر يتفاوت من دولة عربية إلى أخرى، ثمة دول عملت على تحديث مناهجها. هنا أيضاً يبرز سؤال آخر، هل يوجد في الوطن العربي من يمكنه تدريس المناهج التي تدرس في الدول المتقدمة؟ أقصد بذلك من حيث الكفاءة وجودة المخرجات التعليمية، ربما هذا الأمر يعد ذا أهمية، يمكن استقطاب أكاديميين متخصصين.
ثانياً: الإمكانيات التي تُبذَل من قبل الدول للاهتمام بتطوير التعليم، هذه المفارقة كبيرة بين الدول المتقدمة والدول العربية، نجد أن الغرب لديه مراكز بحثية وإمكانيات هائلة، إضافة إلى الميزانية التي تخصص للبحث العلمي والابتكار، أما في الدول العربية فما زالت الحكومات تحتاج إلى إعادة النظر في موقعها من حيث اهتمامها بالتعليم والبحث العلمي، وكذلك تشجيع المبدعين المبتكرين ودعمهم، إضافة إلى إنشاء مراكز بحثية وتخصيص ميزانية عالية للاهتمام بتطوير التعاليم العالي، هذه فقط بعض الحلول لتطوير التعليم.
في الوطن العربي عموماً لا بد من تطوير العملية التعليمية حتى يستطيع الشباب الدخول إلى سوق العمل ومواكبة التطور التكنولوجي الهائل، وحتى لا يصاب شبابنا باليأس من المستقبل ويتحول ذلك إلى عبء على الدولة، فالعالم يتطور كل يوم، وسوق العمل بدأ في التقلص نتيجة الذكاء الاصطناعي، لذا لا بد من تطوير التعليم.
* بكالوريوس إذاعة وتلفزيون، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق