باريس: فابيولا بدوي
أسفر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا عن حصيلة ثقيلة في الأرواح والجرحى، وفي وقت تتواصل فيه جهود الإنقاذ وتنظيم المساعدات نحو المناطق المتضررة، بدأت العديد من التساؤلات تنهال على المتخصصين، من أبرزها هل يمكن استباق حدوثها، وهل منطقتنا العربية قادرة على مقاومتها، وإلى أي مدى تستطيع الحيوانات مساعدة الإنسان في تحديد موعد أو اقتراب حدوث زلزال؟
بحسب شرح عالم البراكين البريطاني، بيل ماكغواير، عن زلزال تركيا وسوريا: أن العديد من المباني "انهارت على شكل طبقات"، موضحاً أن ذلك يحدث عندما لا تكون الجدران والأرضيات متصلة بشكل كاف، فينهار كل طابق عمودياً على الطابق السفلي، الأمر الذي يترك للسكان فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة. كما أن الزلزال ضرب المنطقة في وقت متأخر من الليل.
ومن بين المتخصصين الذي أجابوا على بعض الأسئلة المطروحة في وسائل الإعلام الفرنسية كان أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل، عطا إلياس:
* هل يمكن استباق الزلازل ورصد مواعيدها تفادياً لحدوث كوارث؟
- يمكن استباقها عبر الدراسات الوافية، وبالتالي يمكن تحديد المناطق المعرضة لخطر الزلازل وقوتها المتوقعة ومعرفة ترددها بشكل تقريبي. وإن كانت الترددات غير ملزمة للزلزال إلا أنها تعطينا فكرة عن قرب وقوع الزلازل، وذلك بالإضافة إلى دراسات أخرى، مثل دراسات التشوهات أو ما يعرف بـ"حملات جي بي إس"، وهنا لا أقصد "جي بي إس" المحمول، وإنما أنواع من "جي بي إس" التي تعتمد على قياسات طويلة الأمد ودقيقة أكثر أو عبر الأقمار الاصطناعية، مما يعطينا فكرة دقيقة عن تجمع الضغوطات والتشوهات في القشرة الأرضية في منطقة ما، وبالتالي عن احتمال حدوث الزلازل أو تجمع الضغط في هكذا منطقة الذي قد يؤدي إلى وقوع هزات أرضية في وقت قريب. إلا أن كل ما ذكر يعطينا فكرة عن قرب حدوث الزلازل في منطقة ما أو لا، من دون القدرة على تحديد موعده وقوته وامتداده بدقة.
* ما هي أهم المعايير التي يجب احترامها في بناء المدن والقرى المهددة بالزلازل تجنباً لوقوع كوارث؟
- هذه المعايير تعتمد بالأساس على نتائج الأبحاث الجيولوجية في منطقة ما التي توضح بدقة توزع الفوالق بينها الناشطة ونوعية الصخور تحت سطح الأرض، بالإضافة إلى تضاريس المنطقة والمياه الجوفية بها. كل هذه المعطيات تُأخذ بالحسبان عند وضع تخطيط لتشييد المدن يتماشى مع التهديدات الزلزالية المعرضة لها. هناك أيضاً عناصر أخرى مثل الفيضانات والانزلاقات الأرضية التي قد تتفاعل مع حدوث الزلزال أو التي قد تحدث بصفة مستقلة.
والمعايير التي تعتمد في بناء المدن والقرى تأخذ بعين الاعتبار نتائج هذه الدراسات الجيولوجية، وتحدد الأمكنة التي تبنى فيها الأبنية ذات الأهمية القصوى مثل المستشفيات والمدارس، وهي بالإجمال تكون في الأماكن ذات التعرض الضعيف للزلازل بعيداً عن المخاطر. وفي الأماكن الأكثر خطراً يسمح بتشييد أبنية للاستخدام غير الدائم التي لا تتطلب وجود بشري مكثف وبصورة دائمة. وهناك مناطق لا يسمح بالبناء عليها بتاتاً والتي تقع عموماً فوق الفوالق وفي مناطق حساسة جداً للخطر الزلزالي
* ما الدول العربية المهددة بخطر الزلازل؟
- كل الدول العربية تقريباً مهددة بالزلازل، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن، سلطنة عمان، الإمارات، الكويت بدرجة ما. لكن تتفاوت مخاطر الزلازل بهذه البلدان من منطقة لأخرى، خاصة البلدان الكبيرة مثل السعودية، حيث إن منطقة الرياض هي نسبياً بمنأى عن هذا الخطر، وإنما المنطقة الغربية عند جدة وسواحل البحر الأحمر هي منطقة زلزالية بامتياز وبركانية أيضاً. كما أن المنطقة الشرقية هي كذلك معرضة للزلازل التي قد تتولد من "منطقة الانغماس" الموجودة على طول شاطئ العرب الشرقي. مصر أيضاً معرضة للزلازل في منطقة شرق القاهرة، وعلى حدود البحر الأحمر وخليج سيناء، فيما ليبيا لديها بعض البراكين وليس فيها خطر الزلازل، لكن يمكن أن يأتيها من ارتجاجات نتيجة زلزال في اليونان أو إيطاليا. تونس نفس الشيء، الجزائر لها فوالق قريبة من شاطئها الشمالي بينما الداخل الجزائري هو بمنأى عن ذلك، المغرب معرض بقوة للزلازل بسبب الفوالق الموجودة فيه.
- كل الدول العربية تقريباً مهددة بالزلازل، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن، سلطنة عمان، الإمارات، الكويت بدرجة ما. لكن تتفاوت مخاطر الزلازل بهذه البلدان من منطقة لأخرى، خاصة البلدان الكبيرة مثل السعودية، حيث إن منطقة الرياض هي نسبياً بمنأى عن هذا الخطر، وإنما المنطقة الغربية عند جدة وسواحل البحر الأحمر هي منطقة زلزالية بامتياز وبركانية أيضاً. كما أن المنطقة الشرقية هي كذلك معرضة للزلازل التي قد تتولد من "منطقة الانغماس" الموجودة على طول شاطئ العرب الشرقي. مصر أيضاً معرضة للزلازل في منطقة شرق القاهرة، وعلى حدود البحر الأحمر وخليج سيناء، فيما ليبيا لديها بعض البراكين وليس فيها خطر الزلازل، لكن يمكن أن يأتيها من ارتجاجات نتيجة زلزال في اليونان أو إيطاليا. تونس نفس الشيء، الجزائر لها فوالق قريبة من شاطئها الشمالي بينما الداخل الجزائري هو بمنأى عن ذلك، المغرب معرض بقوة للزلازل بسبب الفوالق الموجودة فيه.
🇹🇷
— ⭐ Index Hakeem 🟣⭐ (@hakrashaa) February 6, 2023
❗الطيور في تركيا تصرفت بغرابة قبل الزلزال مباشرة
الطيور تشعر وتحذر من #زلزال وشيك#زلزال_ترکیا #زلزال_سوريا #زلزال_تركيا_سوريا #deprem #earthquake pic.twitter.com/kBFhvZEDrV
- يمكن للحيوانات عموماً أن تشعر بالموجات الزلزالية التي تكون قد انطلقت من نقطة زلزالية قبل وصولها إلى المنطقة التي توجد فيها، فهي تسمع الأصوات التي تحدثها هذه الموجات، لأن حاسة سمعها أقوى من حاسة سمع الإنسان. لذلك تتفاعل مع هذه الأصوات قبل وصولها بالقوة القصوى إلى الإنسان، ولكن هذا لا يعني أن بإمكانها مساعدتنا كبشر، فردة الفعل ليست واحدة، أيضاً الاعتماد عليها كمؤشر سيعد أحد عوامل الارتباك في حياتنا، فكلما أتت الطيور أو الحيوانات بتصرفات تنم عن التوتر أو العصبية ترجمها من حولها أنها زلزال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق