![]() |
آلاء السياف |
آلاء السياف *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
وكأنّ قدر أغلبيّة الشّباب العربي، السّير دائماً في حقل ألغام طويل. حتّى تكاد تكون لحظة النّجاة أو الخروج منه، أقرب إلى المعجزة.
حقل ألغام يبدأ بالصّراع والتّناقض الدّاخلي، بين طريقة تربيتهم ونشأتهم، بكلّ ما تحمله من عادات وأفكار وطريقة حياة ومتطلّبات سيكولوجيّة واجتماعية، وبين كلّ التّغيّرات الّتي طرأت على الواقع الحالي، والّتي تحتّم على معشر الشّباب التّعايش والخوض بغمارها، وتفهّمها وإدراكها جيداً، وإلّا فسوف يفشلون فشلاً ذريعاً، ويتأخّرون عن الرّكب.
ومن هنا تكمن مسؤوليّة الكبار بتفهّم حاجات ومتطلّبات الشّباب، وتقدير نمط وأسلوب حياتهم الجديد، مع استمرار حثّهم على التّمسّك بالأخلاق والقيم والعادات الجميلة الّتي غُرست بهم.
حقل ألغام يتمثّل أيضاً، بغياب الاستقرار السّياسي في بعض الدّول؛ والذي هو قاعدة أساسيّة للنّمو الاقتصادي والتّطوّر في مختلف المجالات؛ ففي غيابه تصبح فرص العمل للشّباب قليلة جدّاً. ممّا يصيبهم باليأس والإحباط. الانحراف والضّياع في متاهات لا نهاية لها.
كما يتمثّل أيضاً بغياب الحرّيّات، وعدم إعطاء الشّباب الثّقة والدّور الحقيقيّ والمفصليّ، الّذي يمكنهم القيام به. لذا لابدّ من إعطائهم الفرصة الكاملة، لتطوير ذاتهم من جهة، وتطوير بلدانهم وازدهارها من جهة أخرى.
كما يتمثّل حقل الألغام ذاك، بانتشار آفّة المخدّرات، وانتشار الإباحيّة والجريمة الّتي تبثّها مواقع الإنترنت بشكل مكثّف ومتواصل.
لذا يجب أن يضلع الآباء، وتضلع المدارس والجامعات والمراكز التّربويّة والتّأهيليّة، بدورها الطّليعيّ والحتمي، بالتّصدي لهذه الآفات.
وفي النّهاية، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. أجل، الأمل، هو أكثر ما يحتاجه الشّباب العربي دائماً.
* حاصلة على دبلوم هندسة زراعية، فنانة تشكيلية، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق