"صول باند".. شباب جمعهم حب الفن وعشق الوطن - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


2/24/2023

"صول باند".. شباب جمعهم حب الفن وعشق الوطن

مشاهدة
فرقة صول باند من شوارع غزة

غزة: طارق حمدية

نادرة هي اللحظات التي تتلاقى فيها ألوان من الحب والفرح في شكل موحد، لكنها توجد كثيراً داخل البقعة الجغرافية المحاصرة من كل الجوانب، والمعروفة باسم مدينة غزة، فمقاومتها الفعلية على البقاء وإصرارها يُخرج منها الإبداع والتميز ويبرزه، بل تستفز أيضاً من يكرهون الحياة ومن يستسلم بسهولة، وفي الوقت نفسه تزرع بذور الحب والأمل وتثبت للجميع أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وأي حياة نقصد؟ إنها الحياة على أرض غزة.

خلال السنوات السابقة كون العالم عن مدينة غزة صورة نمطية، تلك الصورة التي أنتجتها الحروب والدمار والقهر الذي يعانيه المواطن الفلسطيني، لكن مجموعة من الشباب لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة بدل تلك الصورة عن مدينته ليرسم صفحة جديدة سطورها الأولى الحب والفرح.

صول باند هو اسم أطلق على عدد من الأصدقاء جمعهم حب الفن وعشق الوطن، من بينهم فتاة واحدة، وقد تأسس الفريق في العام 2012، فما يقدمونه من فن يمثل روح المدينة العنيدة التي ترفض الانكسار، وما تحمله من عشق وحب للحياة.

أعضاء صول باند في ميدان الجندي المجهول

فور الاستماع لحفلات صول باند تطربك الوجوه المختلفة باختلاف أصواتها، والتي تتناغم جميعها على إيقاع الآلات الموسيقية، معزوفة بأنامل أعضاء الفرقة، ويتكون الفريق من الشاب فارس عنبر وسعيد فضل، ومغني الفرقة حمادة عماد، والمغنية رهف شمالي، وإن اختلفت ملامحهم جميعاً، فقد تشابهوا بالحلم والأمل.

"باث أرابيا" التقت أحد عازفي الآلات الموسيقية للفرقة الشاب فارس عنبر وقال "جمعتنا الصداقة منذ الطفولة ولم نكن نعلم لحظتها أن صداقتنا ستشكل فريقاً فنياً، ولم نتوقع أيضاً أن الحفلات التي سنقدمها في المدارس وأعراس الأقارب في مدينتنا ستتجاوز الحدود وتصل خشبة المسارح العربية والأوروبية.

ويضيف "كنا أصدقاء، يجمعنا حب الفن والموسيقى، نتجمع في منزل سعيد فضل، لكون والده ملحناً ومغنياً، فقد كان صاحب البصمات الأولى في توجيهنا واحتضاننا، إضافة إلى تدريبنا وتشجيعنا، لنجد أنفسنا في فريق فني دون أن نخطط لذلك".

"تخطينا المألوف بل قفزنا إلى ما هو أبعد من ذلك، لنعلن ولادة "صول باند" من رحم المدينة المحافظة، لتضم عدداً من الشبان الذين يعزفون وتشدو حناجرهم مع الإيقاع الموسيقى، فكانت السابقة غير المألوفة في شوارع المدينة، ناهيك عن أن توقيت ظهور الفرقة تزامن مع أحداث مفصلية في حياتنا ما جعله التحدي لنا، وبفعل صداقتنا القوية صمدنا أمام الرياح العاتية"، حسب ما قال فارس.

يعد أعضاء "صول باند" الفن رسالة وقضية، ومن الواجب عليهم أن يوصلوها للعالم من خلال ما يقدمونه، كما يقع على عاتقهم تغيير الصورة النمطية عن سكان مدينتهم بأنهم لا يحبون الحياة ويكرهون الفن، وهناك كثير من الأرواح الشابة التي تعشق الفن.

يكمل عنبر حديثه "تطور الأمر لاحقاً لتنضم الشابة رهف شمالي، كأول مغنية في غزة لفريق صول باند والتي كانت في البدايات معجبة بأدائهم لتتحول صدفة من معجبة لصول باند إلى أحد أعضاء الفريق، فكنا في الفرقة نعمل على تدريب الملتحقين بمركز سيد درويش لتعليم الموسيقى، ونكتشف المواهب منهم الذي خرجنا منه جميعاً".

أعضاء الفرقة على تلة شرق غزة

لم تنحصر أعمال "صول باند" في إعادة الأغاني التراثية فقط، حيث قدمت أغنيات خاصة بهم مثل أغنية (خليك) التي تحاكي واقع الشباب الغزي وتشجعهم على أن لا يجعلوا أحلامهم رهينة الواقع وأن يتحلوا بالأمل والتفاؤل والفرح، وهذا هو السبب الرئيس في استمرار صول باند خلال تلك السنوات.

تلقت صول باند عدداً من الانتقادات، لكن الفرقة ربطت النقد بانتشارها وقالت "ما دام هناك نقد لنا فإن صوتنا مسموع، وعدت الفرقة أيضاً الفتوى التي صدرت بحق الفرقة، والتي حرمت الاستماع إلى أغانيها، ما هي إلا حلقة من الحلقات التي يستخدمها بعضهم لمحاربة الفن، وتشويه أشخاصهم وأعمالهم لدى الناس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق