![]() |
كريم صبحي علي |
كريم صبحي علي *
من المُتعارف عليه لدى الجميع أن أكثر شهور فصل الشتاء قسوة وبرودة هُما شهرا طوبة وأمشير، فلا تستطيع أن تعرف مَن مِن هذين الشهرين هو الأشد في تدني درجات الحرارة والتي قد تصل أحياناً إلى تحت الصفر، ولا تستطيع أيضاً أن تُفرق بينهما في شدة الأجواء الباردة وكثافة هطول الأمطار وحدة تساقط الثلوج وهبوب العواصف والرياح الباردة شديدة القوة، ناهيكم طبعاً عن ومضات البرق وأصوات الرعد والتي تكاد لا تنقطع أبداً في أغلب ليالي هذين الشهرين.
ومن هنا جاء ذلك المثل الشعبي القائل (ما أصعب من طوبة إلا أمشير) والذي يشير إلى أن هناك بعض الناس كانوا يظنون أن شهر طوبة هو أصعب شهور فصل الشتاء في الشدة والقسوة والبرودة وتدني درجات الحرارة، ولكن كان دائماً ما يأتي لهم شهر أمشير بالمفاجأة الكبرى والتي كانت مُخيبة لظنهم جميعاً وهذه المفاجأة هي مجيء شهر أمشير بأجواء شتوية أقسى وأشد وأقوى بكثير من شهر طوبة ليُصبح هذان الشهران هُما العنوان الرئيس لفصل الشتاء في كل عام.
ودعني أذكرك يا عزيزي وأنت جالس في فراشك الدافئ الآن وتحتسي كوباً من الكاكاو الساخن بداخل منزلك الآمن والذي يؤويك ويحميك من قسوة وشدة وبرودة فصل الشتاء القارس؛ بأن هناك أشخاصاً وأطفالاً محرومين من هذه النعمة العظيمة، فهُم بلا مأوى يبيتون وينامون في العراء في هذه الليالي والأيام شديدة البرودة نتيجة ظروف معيشية واجتماعية وأسرية واقتصادية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
فأصبحت الطُرقات والأرصفة هي ملاذهُم الوحيد، ومنهم بالفعل من يقضي نحبه مُتجمداً من شدة البرد، وهنا يجب أن تُلقى المسؤولية علينا جميعاً لحل هذه المشكلة الاجتماعية الصعبة، ومن وجهة نظري في هذا الموضوع فإن الحل هنا سوف يكون ذا شِقين؛ فالشِق الأول يقع على عاتق المُجتمع، والشِق الثاني يقع على عاتق الدولة والحكومات، ولذلك يجب أن يعرف كل منا دوره الفعلي ومسؤوليته في القضاء على تلك الظاهرة نهائياً واقتلاعها من جذورها.
الشِق الأول/ دور المُجتمع: هناك حديث شريف عن سيدنا ونبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث يقول: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به) صدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث الشريف يُشير إلى الجار الجائع فما بالكم إذاً بمن كان مُشرداً وبلا مأوى في هذه الأجواء الشتوية الباردة؛ لذلك وجب علينا جميعاً بوصفنا أفراداً في هذا المُجتمع بأن نتكاتف ونبحث قدر الإمكان عن المُشردين والذين يبيتون في العراء في هذا الصقيع البارد.
الشِق الأول/ دور المُجتمع: هناك حديث شريف عن سيدنا ونبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث يقول: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به) صدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث الشريف يُشير إلى الجار الجائع فما بالكم إذاً بمن كان مُشرداً وبلا مأوى في هذه الأجواء الشتوية الباردة؛ لذلك وجب علينا جميعاً بوصفنا أفراداً في هذا المُجتمع بأن نتكاتف ونبحث قدر الإمكان عن المُشردين والذين يبيتون في العراء في هذا الصقيع البارد.
وليقُم كل منا بإخراج ما يقدر عليه من مال وحتى ولو القليل جداً لشراء الأغطية من بطانيات وملابس ثقيلة وأطعمة ساخنة وتقديمها إليهم ثم نقوم بعد ذلك بإبلاغ منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية عن أماكن وجودهم حتى يقوموا بنقلهم إلى أماكن الإيواء الخاصة بالمُشردين والذين بلا مأوى وبذلك نكون قد قُمنا ولو بالقليل من دورنا كمُجتمع تجاه هؤلاء الضحايا لظروف خارجة عن إرادتهم جعلتهم فريسة بين مخالب وأنياب فصل الشتاء القارس وبراثن التشرد والضياع.
الشِق الثاني / دور الدولة والحكومات: بالتأكيد مهما بلغت قوة وكثرة منظمات المُجتمع المدني والجمعيات الخيرية في أي دولة في العالم فإنها لا تستطيع وحدها بأن تواجه مشكلة كبيرة جداً مثل مشكلة المُشردين والذين يبيتون في الطُرقات بلا مأوى؛ لذلك يجب أن يكون هناك تدخل عاجل وقوي وكبير جداً من الدولة والحكومات تجاه هؤلاء المُشردين والذين هُم في الأصل مواطنون ينتمون إلى هذه الدولة ومن حقهم أن يجدوا أماكن تحتويهم وتُشعرهم بالأمان، وبالتالي يجب على أي دولة في العالم أن تقوم بإنشاء فرق بحث واستطلاع للبحث والتقصي عن هؤلاء المُشردين ونقلهم إلى أماكن آدمية ليسكنوا بها وتوفير الرعاية الصحية لهم ومَن كان منهم بصحة عقلية وجسدية جيدة.
الشِق الثاني / دور الدولة والحكومات: بالتأكيد مهما بلغت قوة وكثرة منظمات المُجتمع المدني والجمعيات الخيرية في أي دولة في العالم فإنها لا تستطيع وحدها بأن تواجه مشكلة كبيرة جداً مثل مشكلة المُشردين والذين يبيتون في الطُرقات بلا مأوى؛ لذلك يجب أن يكون هناك تدخل عاجل وقوي وكبير جداً من الدولة والحكومات تجاه هؤلاء المُشردين والذين هُم في الأصل مواطنون ينتمون إلى هذه الدولة ومن حقهم أن يجدوا أماكن تحتويهم وتُشعرهم بالأمان، وبالتالي يجب على أي دولة في العالم أن تقوم بإنشاء فرق بحث واستطلاع للبحث والتقصي عن هؤلاء المُشردين ونقلهم إلى أماكن آدمية ليسكنوا بها وتوفير الرعاية الصحية لهم ومَن كان منهم بصحة عقلية وجسدية جيدة.
فلا بد أن تقوم الدولة بتعليمهم حرفة أو صنعة يدوية ودمجهم في سوق العمل ليشعروا بأنهم أفراداً مُنتجين وذوي شأن وليسوا مجرد ضحايا لظروف اجتماعية قاسية خارجة عن إرادتهم جعلتهم فريسة للبرد القارس والنوم في العراء وعلى جوانب الطُرقات، ويجب أيضاً على الدولة والحكومات توفير خط هاتف ساخن للاتصال وسهولة الإبلاغ من قِبل المواطنين عن أي حالة من حالات المُشردين ليتم إنقاذ هذه الحالة بسرعة من قِبل الدولة ونقلها إلى المكان المُخصص لرعايتها، وهذه هي المسؤولية الواقعة على عاتق الدولة والحكومات للقضاء على هذه الظاهرة نهائياً.
وفي الختام، أرجو أن تحمدوا الله عز وجل في كل ليل وفي كل نهار على نعمة المأوى والتي لا تُقدر بأي ثمن، فالمأوى الخاص بك هو حلم لكل مُشرد، وهو أيضاً سبيلك الوحيد لحمايتك من قوة وشدة وبرد فصل الشتاء القارس والذي يُكشر عن أنيابه بكل قوة وبرودة في شهري طوبة وأمشير، هذين الشهرين القاسيين جداً وعليكم أن تتذكروا دائماً المثل الشعبي القائل (ما أصعب من طوبة إلا أمشير).
* دبلوم فني فندقي، مصر
وفي الختام، أرجو أن تحمدوا الله عز وجل في كل ليل وفي كل نهار على نعمة المأوى والتي لا تُقدر بأي ثمن، فالمأوى الخاص بك هو حلم لكل مُشرد، وهو أيضاً سبيلك الوحيد لحمايتك من قوة وشدة وبرد فصل الشتاء القارس والذي يُكشر عن أنيابه بكل قوة وبرودة في شهري طوبة وأمشير، هذين الشهرين القاسيين جداً وعليكم أن تتذكروا دائماً المثل الشعبي القائل (ما أصعب من طوبة إلا أمشير).
* دبلوم فني فندقي، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق