![]() |
فاطمة الزهراء السلامي |
فاطمة الزهراء السلامي *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)
الأمن والأمان روح واحدة يمكن أن نجسدها في شمعة، الأمن هو جسد الشمعة الذي يذوب من فرط حرارة مسؤوليته وثقلها، والأمان هو النور الذي يحرق نفسه ليضيء محيطه وينقذهم من الغرق في ظلمة المخاطر الحالكة.
لا ينفي لسان ولا فاه كون الشباب هم الماء الذي يروي العقول لتنبت الأفكار الجديدة والناجعة، مهما كثرت موارد المجتمع وتقنياته فستظل صحراؤه قاحلة تسعى إلى الارتواء بمياهِ شبابها العذبة والطرية، إلا أنها تظل الفئة التي تستنجد إغاثة الأيادي النبيلة لبلوغ سطح الأحلام والطموحات.
ما يفسده المال تصلحه الإنسانية لعل هذا ما نحتاجه فعلاً لتحقيق الأمان النفسي والأمن الجسدي، إنه لشك تكلل يقينه على إثر قصة عاشها العالم منذ أشهر قليلة رَقَّقَت أوتارها على أنغام أسود الأطلس المغاربة، لعبة كشفت عن إجابات كانت مستترة بين سطور حلم يقول إن الفوز محال وواقع غَيَّر حال المحال إلى انتصار أوجس فرقاً شامخة ولاعبين تورمت أرجلهم في الميدان.
إذا تكلمنا عن دور الدولة فهي ككل مرة تُؤَمِّن لهم ملاعب جيدة، فنادق فاخرة لتبديد التعب ومبالغ مالية مهمة للتحفيز، لكن جل هذا لم يخلق نتيجة ولا توازناً في ميزان اللعبة إلا أن ظهر المدرب المعجزة "وليد الركراكي" ووضع نيته في الكفة الموازية صانعاً توازناً رهيباً، لم تكن خلطته سحرية بل فهم ما تكاسل العديد عن استنباطه؛ هو حاجة الفريق إلى الدعم المعنوي، إلى مسح الغبار عن الأمان الذي تكهل في أعماقهم، إلى الفرص التحفيزية والثقة البناءة اللذين أودعهما للشباب طراء العود في المجال عينه.
نحن بحاجة إلى نسخ عدة من هذا المدرب في جميع مجالات المجتمع العربي، استأصل عروق الأمن والأمان من رحم عقيم لم ينتج سوى أوجاع الخوف واليأس، وتوج هذه الولادة بصرخة نجاح أطربت الشباب الذين صُمَّت آذانهم بصدى الفشل.
* بكالوريوس اقتصاد وإدارة، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق