صادق حجال |
صادق حجال *
(مسابقة طرق تطوير التعليم العالي لتتناسب المخرجات مع سوق العمل)
نحو مقاربة جديدة لعالم ما بعد كورونا
من المفترض أن تكون الجامعة مكاناً للعلم والمعرفة، تبعث بروح الأمل والسعادة في الأفراد، كلما اشدت أوابد الدنيا عليهم، غير أن الواقع في منطقتنا العربية عكس ذلك، فقد أصبح التعليم مرادفاً للتعاسة، فتجد الأفراد مكبوتين ينظرون للجامعة كسجن كبير، يبعث على الخوف من مستقبل مجهول.
إن عملية إثراء وتطوير التعليم العالي، تتطلب منا بداية، تغيير نظرتنا إلى الجامعة التي لطالما صُنفت مهامها في إطار تقليدي (التعليم والتكوين العاليين والبحث العلمي)، ثم الاتجاه نحو عملية تدويل التعليم العالي تماشياً مع الاتجاهات العالمية للعلم والمعرفة، لذلك كان لزاماً على القائمين على قطاع التعليم العالي ضخ دماء جديدة لشريان الجامعة وتتمثل هذه المهام الجديدة في:
أولاً: خلق الثروة والشغل من خلال تحويل العلوم والمعارف إلى منتوجات قابلة للتسويق، من خلال نشر ثقافة المقاولاتية في المحيط الجامعي، وهذا بإنشاء حاضنات أعمال ومؤسسات ذات طابع اقتصادي ومؤسسات ناشئة ومصغرة تحتضن الطلاب بعد تخرجهم.
ثانياً: مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية والاستثمار في عالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتضمين المناهج بمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة واستخدام أنماط التعلم الإلكتروني لمواجهة المخاطر العالمية المحتملة في عالم ما بعد كورونا.
ثالثاً: دعم استقلالية مؤسسات التعليم العالي والحرية الأكاديمية، مع العمل على زيادة الميزانية الخاصة بالتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تعرف مستويات متدنية جداً في الدول العربية مقارنة بميزانيات الدفاع والتسلح، فنهضة الأمم تكون بالعلم لا بالسلاح.
صفوة القول، إن عملية إثراء وتطوير التعليم العالي بما يتماشى مع مهن المستقبل في عالم ما بعد الجائحة، أصبحت تتطلب إيجاد نماذج جديدة من حيث الشكل والمضمون بعيداً عن المنظومة التقليدية، مع التأكيد على دور الحكومات المركزي في إعادة تصميم النظم التعليمية لتساعد الطلاب على اكتساب مهارات الحياة.
* بكالوريوس وماجستير علوم سياسية وعلاقات دولية، مهتم بالكتابة الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق